تبت من مخالطة الشباب ولا أدري هل قبل الله توبتي أم لا؟

0 111

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا.

أنا إنسانة قتلني الندم، حيث في عمر 15 سنة، وأقولها بكل خجل، كنت أخالط الشباب كثيرا، وأتحدث في مواضيع سوقية، حقا لا أعلم لماذا؟ وفي ماذا كنت أفكر؟ بالرغم من أن عائلتي كريمة، وأبي -رحمه الله- من خيرة الرجال بشهادة الجميع، في عمر 17 سنة شيئا فشيئا، ابتعدت عند ذلك الطريق، وصرت أحافظ على أوقات الصلاة وقراءة القرآن والحجاب، الحمد لله الآن أنا بعمر 26 سنة، وما زلت محافظة بفضل الله، لكن لم أستطع مسامحة نفسي.

لا أخفي عنك أني أكره نفسي القديمة بشدة، أتمنى قتلها أو حرقها، أحيانا لا أستطيع النوم من شدة البكاء، أصبحت لا أحب الخروج من البيت، حيث كلما انظر إلى إنسان يخالجني شعور أنه يعرف سوابقي القديمة، فأختنق، كم أتمنى العودة إلى الماضي لأصحح أخطائي.

لقد دعوت الله كثيرا ليغفر لي وأنسى، لكني لم أقدر، حتى تطور الأمر إلى كآبة.

أريد الذهاب إلى مكان لا أعرف فيه أحدا، ولا يعرفني أحد حتى أرتاح نفسيا.

حقا أخجل من الله ومن نفسي التي ظلمتها، كيف أستطيع التسامح مع نفسي؟ وكيف أعرف أن الله قبل توبتي؟ مع العلم لم أختلي بشاب في حياتي، والله على ما أقول شهيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي وفقك الله:
إن من تاب، تاب الله عليه، وأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، فلا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله؛ فإن الله نادى عباده المسرفين بالمعاصي والذنوب إلى التوبة، وفتح لهم باب العودة إليه، فقال سبحانه: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم* وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون﴾.[الزمر: 53-54].

بل من فضله وكرمه على من تاب توبة صادقة، وأقبل على ربه بعمل صالح بعد التوبة أن يبدل الله ما سبق من سيئات إلى حسنات، قال سبحانه: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾.[الفرقان: 70].

لذا ثقي بالله، وأحسني الظن بالله، فهو كريم عظيم، يقبل التوبة، ويمحو الذنب، ولا يعاقب على ذنب قد تاب منه صاحبه، فلماذا هذه النظرة القاتمة لديك لنفسك بعد التوبة؟ ويكفي كلما ذكرت ذنبك أن تندمي على فعله، والعزم على عدم العودة إليه.

لا تفتحي بابا للشيطان بتذكر الماضي السيء، وبيأسك وقنوطك؛ فإن الشيطان حريص على تقنيط العبد من رحمة الله.

بل تتفاءلين بالخير، وفكري تفكيرا إيجابيا بنفسك، وأنك أصبحت شخصية أخرى صالحة بعيدة عن المعاصي، وأكثري من الطاعات والأعمال الصالحة؛ فإن من علامات قبول توبة العبد: إقلاعه عن الذنب، وندمه عليه، وتوفيقه للعمل الصالح، وانشراح صدره للخير.

لا تستسلمي لخواطرك السيئة، ولا تفسيراتها السلبية لنظرة الناس إليك، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، ولا يوجد أحد معصوم من الذنب غير الأنبياء.

عليك بالدعاء والذكر والتسبيح كلما شعرت بشيء من الهم والحزن.

ابحثي عن رفقة صالحة من الأخوات تعينك على طاعة الله، واشغلي نفسك بعمل يبعدك عن الفراغ الذي هو سبب للخواطر السلبية.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات