إسهال صباحي رغم سلامة الفحوصات.

0 94

السؤال

السلام عليكم.

أتمنى أن تكونوا في تمام الصحة والعافية، المرجو قراءة استشارتي هذه إلى الآخر، وإفادتي على قدر المستطاع جزاكم الله كل خير.

شاب من المغرب، أبلغ من العمر 22 سنة، طالب جامعي، لدي مشكلة تطورت عبر 5 سنوات الأخيرة تتمثل في إسهال صباحي دائم يصحبه في بعض الأحيان تقيؤ ماء على شكل مرار لونه ما بين الأخضر
والأصفر.

بدأت المشكلة في الأول فقط في يوم الامتحانات المهمة، وتخوفي من عدم الحصول على نقاط جيدة
وبدأت تتطور هذه المشكلة من الامتحانات تدريجيا حتى أصبحت كل صباح، وترتبط تزامنا مع التفكير في أمر ما مثلا: أقول غدا سأذهب إلى مكان معين (سوق /جامعة /حديقة) حينما أستيقظ أشعر بإسهال حاد حيث يجب علي أن أستعمل المرحاض مرتين أو 3 مرات حتى يفرغ بطني تماما، وبعدها يمكنني الذهاب بشكل طبيعي جدا، فأنا لا أخاف، وأعلم أن المكان الذي سأذهب إليه أمر عادي، وليس هناك أية خطورة، ولكنني بمجرد التفكير أشعر بالإسهال، مع العلم أنه في الصباح فقط، وطيلة اليوم لا مشكلة لدي أذهب بدون أية مشاكل، ولكن في الصباح ضروري ومؤكد أن أستعمل الحمام مرتين أو ثلاث مما يأخذ على الأقل 40 دقيقة، وهذا الأمر أزعجني كثيرا.

ذهبت لأطباء كثر ولكن لا جدوى، أغلبهم يصف لي دواء الإسهال، ولكن لا يحل المشكلة، ففي الصباح يتكرر نفس الموقف، وأنا -والحمد لله- لا أعاني من أي مرض، فجميع التشخيصات الطبية سليمة، المشكلة فقط مرتبطة بالتفكير في أن شيئا يجب علي قضاؤه في الصباح من الضروري أن أشعر بإسهال لا يقاوم، المرة الأولى التي أستعمل فيها المرحاض يكون إسهالا غير متماسك، والمرة الثانية يكون إسهالا على شكل إفرازات لونها ما بين الأخضر والأصفر -أعزكم الله-.

أرجو مساعدتي فهذا الأمر يسبب لي الكثير من المشاكل، فجميع أموري المهمة تكون في الصباح، وأنا أصبحت أتجنب الخروج في الصباح بسبب هذه المشكلة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ simo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

قطعا القلق النفسي الداخلي يؤدي عند بعض الناس إلى حركة زائدة وتقلصات شديدة في المسران والقولون، مما ينتج عنه الإسهال المتكرر.

لكن – يا أخي الكريم – من المهم جدا أن تقابل طبيبا للجهاز الهضمي، وإن احتجت عمل منظار للمستقيم والقولون يجب أن تقوم بذلك، هذا أفضل، بجانب القلق ربما توجد أسباب أخرى، كتقرحات داخلية وشيء من هذا القبيل، فأن يفحصك طبيب الجهاز الهضمي أعتقد أن ذلك مهم، ولا تنزعج لكلامي هذا، هذا أوجهه لك لمجرد النصيحة وللتأكد التام من أن الأمر فقط متعلق بالقلق.

وبعد أن تقوم بإجراء المنظار سوف تطمئن أكثر، وتناول الأدوية المضادة للقلق وللتوترات والمخاوف أفضل لك كثيرا من تناول الأدوية المضادة للإسهال، ومن أفضل الأدوية عقار يسمى (سيرترالين)، هذا يمكن أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) يوميا لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر مثلا، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه.

وبجانب السيرترالين يوجد عقار آخر يسمى (سلبرايد) واسمه التجاري (دوجماتيل)، أيضا مطلوب في هذه الحالات النفسوجسدية، وجرعته هي: خمسون مليجراما – أي كبسولة واحدة – صباحا لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

ومن المهم – أخي الكريم – أن تمارس الرياضة باستمرار، الرياضة مهمة جدا لعلاج مثل هذه الحالات، وتخفيف التوترات الداخلية.

عليك أيضا أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تكون معبرا عن ذاتك، كثير من علماء السلوك يرون أن ظهور هذه الأعراض النفسوجسدية بهذه الكيفية التي ذكرتها تمثل نوعا من استبدال الأعراض، يعني الاحتقان النفسي والقلق والتوتر تحول إلى عرض عضوي كظهور الإسهال الصباحي كما تفضلت.

ولماذا يحدث عندك دائما في الصباح؟ هذا نمط وسواسي، كثير من الناس تكون أنفسهم قد تعودت على شيء معين في وقت معين، وهذا ينعكس على الجسد ولا شك في ذلك.

فإذا هذا نوع من النمط الوسواسي القلقي، وكن إن شاء الله تعالى شخصا مسترخيا، متفائلا، احرص على صلاتك، احرص على الدعاء، كن بارا بوالديك، استثمر وقتك بصورة صحيحة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات