فكرة الموت لا تفارقني!

0 80

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر 21 سنة، منذ أن كنت صغيرة وأنا أتوتر لأقل الأسباب عندما كان يناديني مدرسي أو أي شيء مثل ذلك، وكنت شديدة التأثر عندما أعلم أن أحدا قد توفي.

كانت تأتيني نوبة هلع، وكانت تزول وأرجع طبيعية، وأحيانا كان يأتيني شعور بالموت القريب، كان يستمر يومين أو ثلاثة ثم يزول، وأرجع إلى حالتي الطبيعية وأنسى.

علمت بأن صديقة قديمة لي توفيت بسبب حادث سقوطها من منزلها، ومنذ ذلك الحين وأنا متأثرة جدا، لا أفكر إلا فيها، وبماذا شعرت، وأين هي بعد ذلك! وأفكر بأنها قبل الحادث بلحظة لم تكن تعلم أنها ستتوفى، هذا أثر في نفسي تأثيرا شديدا، وأصبحت أشعر بالموت القريب، وأني في أي لحظة لن أكون موجودة، وجاءتني نوبة هلع، ولم تذهب إلا عندما بحثت عن حالتي في الانترنت فهدأت نوعا ما، لكن إحساس الموت لا يفارقني، وتفكيري بموتي وكيف سأموت يسيطر علي!

عندما أستيقظ كل يوم أشعر بالتوتر والقلق، واضطراب المعدة، والخمول الشديد، والتشاؤم، وعدم مقدرتي على فعل أي شيء، حتى أني أصبحت أتكاسل عن الصلاة، وتختفي بعض من هذه الأعراض في باقي اليوم، لكن فكرة الموت في أي لحظة لا تختفي، وتعاودني هذه الأعراض كل صباح.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك شخصية قلقة، والشخصية القلقة تتأثر بما حولها بسرعة، وتقلق من أتفه الأشياء، وتحمل هما لكثير من الأحداث التي حولها، وطبعا موت الصديقة أثر فيك تأثيرا كبيرا بحسب شخصيتك، وجاءتك نوبات الهلع والخوف من الموت، وأعراض القلق والتوتر المتمثلة في اضطراب المعدة.

كل هذه الأعراض ناتجة عن الشخصية القلقة التي تعانين منها، وأرى أن العلاج في هذه الحالة ليس علاجا دوائيا، تحتاجين إلى علاج نفسي، إلى جلسات نفسية لمساعدتك في كيفية الاسترخاء، في كيفية تحويل الأفكار السلبية والأفكار القلقة إلى أفكار إيجابية، كل هذا يتم من خلال الجلسات النفسية، ويتم أيضا من خلال تعلم الاسترخاء، إما بالاسترخاء العضلي، أو بالاسترخاء عن طريق التنفس، وأيضا هناك أشياء يمكنك أن تقومي بعملها بنفسك، مثل الرياضة –وبالذات رياضة المشي– يوميا، تساعد على الاسترخاء، وأوصيك بشدة بالمحافظة على الصلاة، ولا تتكاسلي عنها، ولتطلبي من أحد أقاربك معك في المنزل لتنبيهك دائما للصلاة، فهذا مهم.

إذا كان هناك شخص بالمنزل ينبهك للصلاة؛ فهذا يقلل من التكاسل ويشجعك؛ لأن الصلاة أيضا تساعد على الراحة النفسية وإزالة القلق، والدعاء، وقراءة القرآن، والذكر –ذكر الله تعالى– كل هذه الأشياء تساعد في تخفيف القلق والتوتر، وتؤدي بك إلى السكينة والطمأنينة التي تحتاجينها في حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات