مرض والدي وأصيب بقلق ووسواس أزمة نفسية، ما الحل؟

0 75

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 24 سنة، مرض والدي ثم بعد ذلك أصيب بقلق ووسواس وأزمة نفسية، وبعد ذلك خفت على والدي كثيرا، لدرجة أني كنت أستيقظ وقلبي يرتجف من الخوف.

(قبل شهر تقريبا) كنت في المطبخ فأتاني شعور أني لست هنا، وأني بحلم وتفكير شديد، لدرجة أن رأسي ينبض نبضا شديدا وأعرق وينتفض جسمي وأتوتر، أخذت هذه الحالة تقريبا نصف ساعة، وبعدها صرت أخاف كثيرا أن تتكرر، فشكلت لي هاجسا وأصبحت أفكر ويجيئني خوف، لدرجة أني أحيانا أمسك رأسي ويصعب خروج النفس!

بعدها خفت أن يكون لدي مرض نفسي، وذهبت أبحث عن الأمراض النفسية، وكل مرض شخصته لي ابتداء باختلال الآنية وانتهاء بثنائي القطب.

أنا عندي فوبيا من الأمراض النفسية، فيا دكتور ساعدني، لا أعلم ما الذي جرى لي، أصبحت أفكر طول الوقت وعندي خوف وتوتر لدرجة أني لا أشتهي الأكل، ذهبت لطبيب باطنية وشخصني أنه لدي قولون متهيج، وفعلا عندي قولون عصبي منذ 10 سنين، وصرف لي دوجماتيل 200 نصف حبة صباحا ونصف حبة مساء، ونيكسوم، وسبرالكس 10 نصف حبة صباحا، وما أخذتها لأني خفت منها.

قولوا لي: ماذا أفعل؟ هل أتناول السبرالكس؟ وهل أنا مريضة نفسيا؟ لأن عندي فوبيا من الأمراض النفسية، وهل هذه حالة مؤقتة بسبب مرض والدي؟

أكثر شيء يسيطر علي هو التفكير والتوتر والخوف والقلق! علما أني قرأت أن من الأعراض الجانبية للسبرالكس، محاولة الانتحار وصعوبة النوم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.

من محتوى رسالتك أستطيع أن أقول: إنك لست مريضة نفسية، هذا أؤكده لك منذ البداية، والذي هو بك مجرد ظاهرة نفسية، لديك قلق وعندك شيء من المخاوف والوسوسة، وهذه سمات غالبا تكون متعلقة أصلا بشخصيتك، بمعنى آخر: أنه لديك استعداد أصلا للقلق وللمخاوف، خاصة الخوف من الأمراض النفسية.

إن درجة الاستعداد موجودة أصلا، وأتى بعد ذلك مرض والدك ليكون هو الشرارة التي تجعل الأعراض المذكورة تظهر عندك.


إن الذي بك هو قلق مخاوف وسواسي من الدرجة البسيطة، وذلك نسبة لأن شخصيتك أصلا لديها القابلية والاستعداد، وهذا ليس مرضا نفسيا، إنما هي مجرد ظاهرة، وتجاهل الخوف والقلق والوسوسة والتوتر هو وسيلة العلاج الأولى، ممارسة الرياضة وبعض التمارين الاسترخائية، وأهمية التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، والاجتهاد في الصلوات في وقتها، والدعاء والذكر وبر الوالدين، هذه كلها وسائل علاجية ممتازة، أرجو أن تلجئي إليها.

أما بالنسبة للدواء فلا تتناولي الدوجماتيل، هو دواء جيد ورائع لكن في حالتك ربما يرفع هرمون الحليب الذي يسمى بالبرولاكتين، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، في مثل عمرك أنا لا أحبذ الدوجماتيل أبدا، لكن السبرالكس أقول لك هو العلاج المناسب نعم، والعلاج الرائع، والذي سوفي يفدك كثيرا، وما قرأته حول آثاره الجانبية أقول لك: إنه من أنقى وأفضل الأدوية، وموضوع محاولات الانتحار: هذا أمر نادر ونادر جدا، وليس في مثل حالتك هذه أبدا، هذا أطمئنك حياله تماما.

ابدئي بجرعة نصف حبة - أي خمسة مليجرام - يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

فكما تلاحظين أن فترة العلاج الدوائي قصيرة، والجرعة صغيرة، وهذا هو الذي تحتاجين له وليس أكثر من ذلك.

موضوع القولون العصبي هو دائما مرتبط بالقلق والتوتر، فحين تتجنبين الكتمان وتعبرين عن نفسك وتمارسين التمارين الرياضية وكذلك التمارين الاسترخائية، وتحسني إدارة الوقت، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرا، وكل الذي بك سوف يذهب إن شاء الله تعالى.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات