لحظات التفاؤل مؤقتة في حياتي ثم يعود الخوف الاجتماعي، ما الحل؟

0 90

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى الدكتور محمد عبد العليم، أنا صاحبة الاستشارة رقم: (2367698).

أحببت أن أخبرك أن الدكتور الذي كتب لي سيروكسات، ووصف جميع الأدوية التي استخدمتها قبل هذا الدواء، أمرني بأن أوقف استخدام الأدوية لعدم فاعليتها معي، وأكتفى بالعلاج النفسي والجلسات النفسية، ولا أعلم لماذا؟

أخبرني بأن الأدوية لم تفدني، وبدأ معي بأول جلسة، ولكن أثناء الجلسة وبعدها بساعات شعرت بسعادة غامرة، وإني قد تشافيت تماما، فقد ارتفعت معنوياتي بعد الجلسة، وبعد ساعات قليلة عاد الخوف الاجتماعي والإحباط، رغم اجتهادي وعدم انقيادي إلى الأفكار السلبية، وحاولت المواجهة وعدم الاستسلام، ولكن بعد فترة محدودة عدت إلى ما كنت عليه سابقا.

وأيضا عند قراءة مواضيع عن المواجهة والتفاؤل والإقدام على الحياة، وسماع التوكيدات الإيجابية، أشعر بالتفاؤل والقوة اللحظية فقط، وعند الانتهاء من السماع أعود إلى ما كنت عليه سابقا، لا أعلم ماذا أفعل لكي لا أعود وأستسلم؟

أرجوكم أفيدوني، ماذا أفعل حتى أستفيد من ما أسمعه، والتطبيق الدائم وليس الوقتي فقط، وعند السماع ومن ثم العودة والاستسلام، أريد الشفاء التام من الرهاب الاجتماعي، وعدم التفكير بعد كل اجتماع، وماذا حصل لي أثناء الاجتماع، والندم على كل شيء.

قبل أيام قليلة لإلحاحي على الدكتور كتب لي فافرين 150ملجم، ولكن أصبحت أشعر بالضيق والتبلد، مع الخوف والرغبة في البكاء الدائم، أرجوكم أخبروني ما سبب هذا الشعور؟ يأتيني الخوف الشديد من الاجتماعات، والأنظار حينما تكون موجهة علي.

وشكرا لكم على إفادتنا وإتاحة الفرصة لنا، جعل الله هذا في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعاتكم.

ظاهرة التحسن الوقتي بعد الجلسات النفسية ظاهرة معروفة جدا، فكثير من الناس يحدث لهم انفراج نفسي - كما أحب أن أسميه - وذلك نسبة للسلطة العلاجية التي يتمتع بها المعالج، هذه تبعث نوعا من الطمأنينة والقوة وإعادة الثقة في النفس بالنسبة للشخص الذي يكون عرضة لهذه الجلسات، وبعد وقت وافتقاد التواصل مع المعالج يبدأ النفع العلاجي يضعف نسبيا، وقد تعود الأعراض السابقة كما كانت، لكن على المدى البعيد هذه الجلسات النفسية حقيقة مفيدة، سوف يحدث أثرا تراكميا إيجابيا للعلاج.

فمع مرور الزمن أنا أتوقع أنك سوف تتحسنين كثيرا، لأن البوادر جيدة وإيجابية، استجابتك الوقتية والآنية جيدة، وهذا دليل أنه لديك الاستعداد للتحسن المستقبلي، فقط كوني أكثر ثقة في نفسك، وطبقي الإرشادات والتوجيهات السلوكية التي يناقشها معك المعالج، واجعلي حياتك كلها قائمة على التفائل، على القوة، تحقير الخوف، والاستمرار في برامج المواجهات الاجتماعية النفسية، هذه مهمة جدا.

والفافرين دواء جيد، سوف يساعدك، وآثاره الجانبية قليلة، جرعة المائة والخمسين مليجراما لا تبدئيها كجرعة كاملة من البداية، ابدئي بخمسين مليجراما بعد الأكل ليلا، وبعد عشرة أيام اجعليها مائة مليجرام، ثم بعد أسبوعين اجعليها مائة وخمسين مليجراما في اليوم، هذا أفضل، و-إن شاء الله تعالى- سوف يختفي الضيق والتبلد والمخاوف والرغبة في البكاء التي ظهرت لديك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات