الشعور بالذنب والتفكير المحبط وعدم الثقة تكدر حياتي.. أرشدوني

0 60

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشكلتي منذ صغري، حيث كنت أعاني من الخجل الشديد بسبب شكلي وعدم التركيز، وترك الدراسة عند سن الـ15عشر بسبب عدم التركيز مما زاد المشكلة النفسية، وأصبت بتوتر وقلق دائم وانطوائية، وللأسف اضطررت أن أخفي خجلي بالترامال، وبعض الأدوية المهدئة في الآونة الاخيرة, ذهبت إلى العديد من الأطباء وجربت معظم الأدوية في آخر5 سنين، ولكني كنت دائما أنتكس بعد فترة، حيث إني أترك كل وظيفة بعد شهرين، أو ثلاثة بسبب عدم التركيز، وأصبت بإحباط، وأشعر أني شخص بلا فائدة، ولا معنى لوجودي، وحاولت الانتحار مرة.

الآن من قبل رمضان قررت وطلبت من الله عز وجل أن يعطيني القوة، وأبدأ بحياة جديدة من دون أدوية, ولكن القلق والتوتر وعدم التركيز يلازمانني كما في السابق، ولا أستطيع أن أخرج خارج غرفتي, وحين أشاهد مشهدا مؤثرا في فيلم مثلا تدمع عيني بشكل مزعج.

حياتي متوقفة نهائيا فلا أستطيع رؤية الشارع إلا عبر النافذة، فالشعور بالذنب والتفكير المحبط واللامبالاة بأي شيء، بالإضافة إلى عدم الثقة بالنفس والاحمرار بأبسط الأشياء حتى لو بالتفكير بشيء يجعلني أتعرق فجأة.

صديق لي وهو صيدلاني نصحني بالسيبرالكس أو السيمبالتا، بالإضافة إلى الكونشيرتا 36مغ وانديكتال 3 مع بالإضافة إلى أدوية عشبية لإزالة القلق والتوتر, ولكني أود استشارتكم قبل بدء العلاج لعل يكون لكم رأي آخر، وإن كان هذا هو العلاج.

أرجو إخباري أيهم أفضل لحالتي: (السبيرالكس أو السيمبالتا)، وبطريقة الاستعمال وأي دواء عشبي جيد لحالتي؟

عسى الله عز وجل أن تكون بداية خير على أيديكم -إن شاء الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما كان الخجل الشديد منذ أن كنت صغيرا، وهناك تعقدات معينة من شكلك - أخي الكريم - وبسببها تركت الدراسة، ولجأت إلى حبوب الترامادول - وهي طبعا حبوب مدمنة - مع الحبوب المهدئة، هاتان المشكلتان: مشكلة الخجل منذ الصغر ومشكلة إدمان الترامادول والحبوب المهدئة لا تعالج بالأدوية، بل تعالج بالعلاج النفسي، تحتاج إلى علاج نفسي للتخلص من هاتين المشكلتين، مشكلة الخجل الشديد ومشكلة الإدمان، والإدمان - أخي الكريم - حتى بعد أن يتوقف الشخص عنه يحتاج إلى الدخول في برنامج للتعافي، وبرنامج التعافي يعالج مشاكل الإدمان، يعلمك مهارات لكي لا ترجع لاستعمال هذه الأشياء، ويعلمك مهارات نفسية لكي تعيش حياة متوازنة من غير استعمال هذه المهدئات.

ولذلك - أخي الكريم - أنا شخصيا لا أميل إلى أنك تأخذ أدوية، لا السبرالكس ولا السيمبالتا ولا أي دواء آخر، ويا أخي الكريم: مع احترامي لصديقك الصيدلاني، هذه الأدوية النفسية يجب أن توصف بواسطة الطبيب النفسي، الطبيب النفسي هو الأقدر على معرفة المشكلة الحقيقية لدى الشخص والتشخيص المناسب، ومن ثم وصف الدواء المناسب وبالجرعة المناسبة وللمدة المناسبة.

لذلك - أخي الكريم - أوصيك بالتواصل مع طبيب نفسي، ولا تيأس، حتى وإن لم تستفد من بعض الأطباء فيمكنك أن تذهب إلى أطباء آخرين، وتحتاج - كما ذكرت لك - إلى علاج نفسي، وهو الأهم في مثل حالتك، وهذا قد يفسر عدم استفادتك استفادة كبيرة أو كثيرة من الأدوية القديمة؛ لأنه لم يكن هناك علاج نفسي، وهو الأهم في مشكلتك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات