التشتت الذهني دمر حياتي فأشعر أنني لا أعيش في هذه الدنيا

0 87

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أولا أشكركم على كافة جهودكم المبذولة.

شاب، عمري 22 سنة، طالب في الجامعة، أعاني منذ صغري من التشتت الذهني، وفرط الحركة، وقد صاحبني هذا عندما كبرت، والآن أحس أن المرض قد نال مني حقا، فلم أعد أركز في شيء فعليا، ومهما حاولت التركيز دائما هناك شيء ثان وثالث ورابع يشغل ذهني، ففي الجامعة لا أستطيع التركيز في المحاضرة أبدا، فلابد أن ينال مني شيء وأتشتت لبعض الوقت قبل العودة للمحاضرة ويكون ما فات قد فات، وحتى في دراستي لا أستطيع التركيز كما يجب أبدا، ومع تقدمي في المرحلة الجامعية وتقدم المواد وتعقدها أجد نفسي في تراجع، ومعدلاتي في هبوط، وخصوصا أنني أدرس في كلية علمية.

المشكلة الأكبر هنا أن ما أتشتت به ليس أمورا حقيقية بل خيال في خيال وأحلام يقظة تنال من معظم وقت يومي، وتتأثر هذه الأحلام بأي موقف يمر معي، أو فلم أشاهده، أو حديث أسمعه، أو كتاب أقرأه، ودائما أخلق سيناريوهات وأعيش داخلها، وهكذا قضيت حياتي.

طبعا قدراتي العقلية ليست ناقصة أبدا، فأنا لم أرسب أبدا في مراحل الدراسة، ولكنني دائما عندما أحاول أن أكون متميزا، أفشل وتكرر معي هذا الفشل طوال حياتي في أن أكون من الأوائل في كافة مراحل حياتي.

أحلام يقظتي تترافق مع أفعال تحدث أحيانا بشكل لا إرادي كالجري، أو القفز، أو الضحك بشكل لا أستطيع التحكم به دائما، لا أحس أنني أعيش في هذه الدنيا بل في ألف دنيا، والمشكلة أنني عندما أرجع لدنياي الواقعية أكره حياتي ونفسي مما يجعلني أرجع لأوهامي، مع أنني أمام الناس لا أظهر شيئا وأتصنع القوة والثقة والذكاء، إلا أنني في داخلي شديد الخوف من أصغر وأتفه الأمور، ومعدوم الثقة بالنفس، فأنا لا أثق بنفسي أبدا، وأجد صعوبات في اتخاذ القرارات.

أعيش في بيئة محافظة لا وجود لشيء اسمه العلاج النفسي، ولا يعلم بحالي إلا أهل البيت، حاولت العلاج النفسي بالذهاب للمساجد، وممارسة الرياضة، والمشاركة بالنشاطات الدينية، وقد تحسنت قليلا لكن لم أجد النتيجة المرجوة، فما زلت عندما أدرس أجد ألف فكرة في رأسي، وألف سيناريو مما يجعل دراستي ركيكة ومعدلاتي ضعيفة.

وللتوضيح وقت الدراسة أحيانا أقرأ سطرا واحدا أو سطرين ثم أجد نفسي قمت من مكاني وبدأت في المشي في الغرفة أو الجري، حتى وأنا أتخيل شيئا أو أتوهم آخر، وشديد التسويف والتأخير بكل الأعمال، كما أنني مدمن على العادة السرية.

أنا مستعد لأي شيء لكي أحسن من حالي، ولكن أشعر الآن في هذه المرحلة أنني سوف أنهار وأستسلم للفشل، وأعلم أنني إذا لم أشف لن أتزوج، ولن أؤسس أسرة فكيف أؤسس أسرة ورب هذه الأسرة مريض، فيا سيدي هل من حل؟ وهل من علاج؟ أو أنني هكذا خلقت، وعلي أن أتقبل نفسي كما هي؟

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ rasheed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لعل التشتت الذهني هو الذي يؤدي إلى عدم التركيز، وعدم التركيز طبعا يؤثر على الأداء الدراسي، ولا أجد ما أثبت أن فرط الحركة أثر عليك وأنت صغير، لأنك - كما ذكرت - كنت متفوقا في الدراسة، فإذا كان التركيز، وكان الأداء الدراسي وأنت صغير ممتازا، ولكن حصل الآن التدهور في الأداء مع الكبر ومع المرحلة الجامعية، ولا أدري لعل موضوع أحلام اليقظة يلعب دورا كبيرا في ذلك، وأحلام اليقظة - أخي الكريم - قد تكون هروبا من شيء معين والاسترسال فيها وقضاء وقتا طويلا، قد يكون نوعا من المرض، وهذا بالتالي يؤدي إلى التشتت الذهني وعدم التركيز.

طبعا كان الشيء المثالي - أو الشيء الذي يحل مشكلتك - هو مقابلة طبيب نفسي، ليقوم بتقييم كامل شامل، لا أستطيع أن أجزم أن ما ذكرته في استشارتك كثير أو كاف لتشخيص الحالة ووضع الخطة العلاجية وفقا لذلك، ولكن كان يجب أن تزور طبيبا نفسيا، ولكن طالما كانت هناك استحالة لذلك وقد جربت العلاجات السلوكية بنفسك فأرى أن تحاول أن تستعمل حبوب تسمى (نوتروبيل)، ثمانمائة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم.

بعض الأطباء النفسيين قالوا إن النوتروبيل يساعد في التركيز، وتقوية القدرات الذهنية، وصرف لبعض الطلاب، وهناك تقارير بأنهم استفادوا منها، فلا بأس من تجربة النتوتروبيل، وهو يعمل على زيادة الدورة الدموية في المخ، وليس لها أضرار أو آثار جانبية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات