تعكر المزاج يحول دون سعادتي فما أفضل علاج؟

0 144

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من فترات سوداء أشعر بها أنني ضعيف جدا، وأفكر في الماضي، وأتأثر بحدة، ومزاجي متعكر بشكل لا يطاق.

تعكر المزاج يراودني في الصباح بحلة أخرى، فيكون الشعور وقتها كالشعور البارد، وأقصد بالبارد أنني أشعر ببعض من الطاقة، ولكن لا أستطيع فعل شيء، أشعر بأن عقلي نشط ومتيقظ، ولكنني لا أطيق فعل أي شيء، لا أستطيع اللعب، ولا النوم، ويأتيني شعور بالفراغ المزعج، أحتار به، حاولت تطبيق أحد التمارين السلوكية المعرفية، وهو أن أراقب نبضي وأحسه برأسي مرتفعا، ولكن الشعور ليس نوبة فزع.

حتى إن كنت تعبا ونعسا لا أستطيع النوم، أحيانا أنام بعد يوم مرهق جدا وأستيقظ بعد ساعات قليلة، ولا أستطيع العودة للنوم.

قرأت بإحدى الاستشارات بأن بعض مضادات الاكتئاب تؤدي إلى هذا النوع من النشاط أو اليقظة، وما أذكره بأنني حتى بالفترة التي لم أتناول بها الدواء كنت أشعر بتلك اليقظة الصباحية، والمصحوبة بتعكر المزاج، وضيق الأخلاق، وأفكار هجومية قهرية.

مضادات الاكتئاب أفادتني بإخفاء الأفكار، ولكن تعكر المزاج مازال يصاحبني في أغلب الأوقات، وخاصة في الصباح بنكهة خاصة، أشعر بأن مضادات المزاج تفيد من علاج القلق والتوتر، وليس تعكر المزاج، والذي في بعض الأحيان يكون حادا، لدرجة أنه يدمر ما بنيته من ثقة النفس.

لا أعلم ما هو رأي الطب النفسي في هذه الحالة؟ الطبيب المشرف على حالتي قال أنه يريد مناقشة الحالة مع الأخصائي الاجتماعي لتحديد ما هي الخطوة القادمة؟

قد تكون إبدال مضاد الاكتئاب بمضاد اكتئاب ثالث، أو إضافة دواء آخر يساعد مضاد الاكتئاب الحالي، علما بأنني وصلت للحد الأقصى من الجرعة المسموح بها لمضاد الاكتئاب.

لدي شكوك في أن ما أحتاجه هو مثبت المزاج، والأطباء يرفضون ذلك، فهم لا يعتقدون أن ما أعاني منه هو نوع من الاكتئاب ثنائي القطبية غير المصحوب بنوبات الهوس، بل هو اكتئاب وفزع مصحوب بجزء من الوسواس القهري الفكري، وليس دائما، فقط في أوقات معينة.

حينما ذكرت بعض النقاط للدكتور الأخير الذي قابلته، تردد قليلا وقال بأننا سنقوم باستشارة طبيب متخصص إن اضطر الأمر، وتلك النقاط: كأن أشعر أحيانا بمزاج عادي وهادئ، غالبا عندما أكون خارج المنزل مع الأصدقاء، لدرجة أنني أعود طبيعيا جدا، وأحيان أخرى ينقلب الحال للسيء بشكل غريب وقوي.

هل برأيكم أني يجب أن أقوم بتجربة مثبتات المزاج؟ أم يجب إضافة دواء آخر حاليا؟ أم البقاء على تجربة أكثر من مضاد للاكتئاب؟

لماذا لا يصف الأطباء مثبت المزاج لمن يعانون من تقلبات المزاج دون الاكتئاب ثنائي القطبية، على الرغم من أن الاسم يدل على تثبيت المزاج بشكل واضح؟ هل يمكن أن تكون هذه اللخبطة من المزاج لدي، والنشاط الخفيف الصباحي نوع من أنواع أحادية القطبية الاكتئابية التي لا تستجيب سوى لمثبتات المزاج؟ ما العمل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abood حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعا واضح أن عندك أعراض اكتئاب نفسي، وأحيانا الاكتئاب النفسي -أخي الكريم- قد يتذبذب، أي في بعض الأيام يحصل اختفاء لأعراض الاكتئاب النفسي، ويحس الشخص أنه طبيعي، ولكن سرعان ما ترجع أعراض الاكتئاب مرة أخرى، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى -أخي الكريم-: أحيانا تقلب المزاج أيضا قد يكون جزءا من سمات الشخصية، وهذا يكون إذا كان لفترة طويلة وليس لفترة محددة، هذا من ناحية عامة لتقلبات المزاج.

الاكتئاب أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية سواء كان من الدرجة الأولى، حيث يكون هناك نوبة هوس واضحة، ويمكن أن تعقبها نوبات اكتئاب أو لا فهذا واضح، وتشخيصه واضح، أما الاكتئاب الوجداني من الدرجة الثانية، حيث يكون هناك نوبات اكتئاب متكررة، وقد تحصل للشخص نوبة هوس خفيفة مرة واحدة في عمره، فهذا أيضا تشخيصه يكون من خلال أخذ تاريخ مرضي مفصل لنوبات الاكتئاب ولنوبة الهوس الخفيفة.

هذان هما الاضطربان اللذان يمكن أن يستجيب الشخص فيهما لمثبتات المزاج وليس لمضادات الاكتئاب.

ثانيا: أتفق تماما -أخي الكريم- مع الأخصائي الذي تتابع معه وطلب أن يتقابل مع الأخصائي الاجتماعي قبل أن يأخذ الخطوة التالية، هذا هو الطب النفسي الحديث الآن، هو طب يسمى (الفريق العلاجي)، والذي يكون فيه أخذ رأي الفريق العلاجي متكاملا قبل أن يتخذ الطبيب النفسي القرار والاستعجال بالدواء، وهذا هو الشيء الصحيح، ولذلك أنصحك بالمتابعة مع هذا الطبيب.

الشيء الآخر: الأطباء لا يتهربون من إعطاء مثبتات المزاج، ولكنهم لا بد كما ذكرت من تشخيص الاضطراب الوجداني حتى يعطوا مثبتات المزاج.

ومثبتات المزاج بالمناسبة لا تعطى في تقلبات المزاج كما ذكرت، ولكن تعطى للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأنا أحيك في أنك اطلعت اطلاعا كاملا على هذه الأشياء، وهذا يساعدك، ولكنك لا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تشخص نفسك بنفسك، وبالذات في الاضطرابات الوجدانية، أو اضطرابات المزاج بصورة عامة، يحتاج الشخص فيها إلى شخص آخر، إلى طبيب نفسي، الذي تدرب في هذه الأشياء هو الذي يستطيع أن يصل إلى التشخيص السليم، وهو الذي يستطيع أن يعطي العلاج اللازم والمناسب.

فالعمل -أخي الكريم- أن تواصل مع الأطباء النفسيين، ولا حرج في أن تطرح وجهة نظرك (دائما) فيما تعتقد من ناحية العلاج، أو حتى من ناحية التشخيص، ولكن في النهاية عليك الالتزام بما يقوله الطبيب، فهو درس هذه الأمراض ويعرف تشخيصها والأدوية التي تستعمل ومدتها، ومهما قرأت وتبحرت فلا يمكنك تشخيص نفسك، يمكنك أن تشرح ما تعاني منه بصورة واضحة، يمكنك أن تطرح ما يناسب علاجك، ولكنك لا يمكن أن تشخيص نفسك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات