شخصيتي حساسة وأتأثر سريعا فهل يمكنكم مساعدتي؟

0 71

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 33 سنة، أعاني من كثرة التفكير في كثير من الأمور التافهة، والمشكلة أنني أعلم بأنها تافهة، ولا أستطيع أن لا أفكر فيها، مثلا إذا حصل لي موقف وتسبب بإحراجي أفكر بعده وأقول: لماذا لم أرد عليه بكذا؟ أو ردي لم يكن مقنعا، وأفكر في ما حدث لمدة يومين.

مثال: إذا تناقشت مع أحدهم وانتهيت من النقاش وافترقنا، تبدأ سلسلة الأفكار، لماذا لم أقل هذا؟ ولو قلت هذا الشيء كيف ستكون ردة فعله؟ ولماذا قال ذلك؟ والكثير من الأسئلة التي تدور في ذهني حتى انتهي وأمل وأنساها، وقد تعود لي مرة أخرى بعد فترة.

مثال آخر: أتخيل مواقف سلبية جدا، وأقوم بأخذ احتياطاتي في بعض المواقف، فلو حصل كذا كيف ستكون ردة فعلي؟ ولو قال لي أحدهم محاولا إحراجي سأقول له هذه الكلمة القوية، كي لا يسبب لي الإحراج.

وأعاني من كثرة التفكير والتخيلات السيئة، سواء بالعمل أو العلاقات الاجتماعية، علما أنني لم أذهب لزيارة أي دكتور نفسي من قبل.

وشكرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الأمر الذي يحدث معك يدل على الحساسية الشديدة في شخصيتك، الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة دائما ما يحللون ما يحدث لهم مع الآخرين، حتى ولو كان أمرا تافها، ويزداد تفكريهم بعد مرور الحدث، ويحدثون أنفسهم: (يا ليتنا فعلنا هذا ولم نفعل ذاك) ... وهكذا.

هذا يدل على حساسية شديدة في شخصيتك، وأهم شيء للتخلص من هذه الحساسية هو تجاهل هذه الأفكار السلبية والتافهة، ومحاولة أن تكون تلقائيا في معاملتك مع الآخرين، لا تحاول دائما أن تفكر كثيرا قبل أن تفعل، وليكن لك أصدقاء مقربين تستطيع أن تتعامل معهم مباشرة ودون حساسية، فهذا يساعدك كثيرا في العلاقة مع الآخرين، ولكن المهم أن تحاول ألا تفكر كثيرا في هذه الأمور بقدر المستطاع، وألا تخلو بنفسك كثيرا، ضع برنامجا يوميا محددا روتينيا.

وهناك أشياء أيضا يمكنك أن تعملها تساعد في الاسترخاء، مثل الرياضة، وبالذات رياضة المشي والهوايات الحركية التي لا يكون فيها تفكير شديد، والانشغال مع الناس، وعدم الانشغال بالنفس معظم الوقت، وبمرور الوقت –إن شاء الله– هذه الأشياء تزول، وتستطيع أن تتغلب عليها وتعيش طبيعيا.

لا أرى أنك تحتاج إلى أي أدوية في هذه المرحلة، أو في الوقت الحاضر، كل ما تحتاجه هو ما ذكرته لك من نصائح وتوجيهات، وأرجو أن تطبقها وتحاول الالتزام بها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات