مشاعر الخوف والقلق متذبذبة عندي، كيف أتخلص من تلك الأعراض؟

0 64

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور محمد المحترم، أشكرك على تحملك لكثير من الأسئلة في هذا الموقع الرائع.

سؤالي الأول هو :هل هناك ما يسمى بالمشاعر المختلطة في الوجدان؟
أرجو وصف هذه الحالة، وذكر أمثلة عليها.

سؤالي الثاني هو: أنا منذ ثلاث سنوات أتناول الأدوية التالية، وعلى التوالي، من زولفت إلى سيبرالكس، إلى أيفكسور، والآن على بروزاك حبتين يوميا، مع إعطاء الدواء الفرصة الكاملة, ومنذ سنة تناولت أيضا دواء لاميكتال 100 صباحا، و 100 مساء، وهو الدواء الذي أشعرني بنوع من الراحة، ولكن سؤالي يا دكتور: أشعر أحيانا بتحسن، وأحيانا أنتكس، وهذا أحيانا يكون في اليوم ذاته، وأحيانا في الساعة والدقيقة ذاتها، وأقول في نفسي: أنا الآن في مزاج جيد، ولا يوجد وساوس ولا قلق، ثم بعد دقيقة أعود لحالة القلق والوساوس، والخوف والاكتئاب، وأحيانا أكون في الصباح قلقا وخائفا، كثير الوساوس، وفي المساء أصبح أفضل.

الفترة بين التحسن والانتكاس تكون أحيانا أياما أو ساعات أو دقائق، هل هذا يسمى بمشاعر مختلطة, أو ماذا تسمى هذه الحالة برأيك، وكيف السبيل إلى التخلص منها؟

أرجو أن يكون سؤالي واضحا، وأعتذر منك على الإطالة.

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا -أخي الكريم- وبارك الله فيك، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية.

سؤالك الأول: هل هناك ما يسمى بالمشاعر المختلطة في الوجدان؟

الإجابة: نعم، لكن هنالك عدة تفسيرات وتقسيمات للمشاعر المختلطة، فاختلاط المشاعر قد يكون متطابقا وآنيا وفي اللحظة ذاتها، بمعنى أن الإنسان قد يأتيه شيء من الانشراح، أو التوازن الوجداني الجيد، لكن في ذات الوقت يأتي شيئا من الخوف حول المستقبل، فالخوف نوع من المشاعر والانشراح نوع من المشاعر، ولكنها قطعا غير متجانسة.

والإنسان أيضا قد يحس (مثلا) بانشداد في جسده، وهذا دليل على العصبية والتوتر، لكن يجد نفسه في حالة استرخاء نفسيا.

الإنسان في بعض الأحيان قد يحس بشيء من التشاؤم، وهذا يؤدي إلى عسر شديد في المزاج، لكن في ذات الوقت تجده يتناول طعامه بكل لذة وشهية طيبة، وينام نوما جيدا، هذا أيضا دليل على وجود اختلاط في المشاعر.

وأحيانا اختلاط المشاعر يكون على فترات، مثلا: اكتئاب في الصباح، وانشراح في المساء، وهكذا.

وفي بعض الأحيان يكون أيضا متباعدا، أو بصفة دورية، عدة أيام تجد الإنسان مرتاحا جدا وفي حالة استرخاء نفسي ووجداني، وبعد ذلك ينقلب الأمر ويتحول إلى العكس تماما وتستمر هذه الفترة لمدة قد تمتد لأيام أو أكثر، وهكذا -أخي الكريم-، إذا هنالك عدة مكونات للمشاعر المختلطة.

بالنسبة لك -أخي الكريم- هذا التقلب المزاجي الآني أعتقد أنه ناتج من مراقبتك الشديدة لذاتك، وربما يكون لديك بعض الميول للتفسيرات الوسواسية لمشاعرك، مما جعلك في حالة يقظة دائمة لمراقبة المشاعر، ومن ثم تأويلها، إما تأويلا إيجابيا أو تأويلا سلبيا، وهنا نقول -أخي الكريم- أن التجاهل هو العلاج الأساسي لمثل هذه الكيفية، وحين تحس بشيء سلبي ومكدر يجب أن تتذكر اللحظات الجميلة التي مرت بك فيما مضى، وما حدث في الماضي يمكن أن يتكرر في الحاضر، وكذلك في المستقبل، ودائما تسعى أن تكون شخصا حسن التوقعات، الإنسان الذي يحسن التوقعات يستطيع أن يتغلب على المشاعر السلبية الآنية.

أضف إلى ذلك -أخي الكريم عبد الرحمن-: لابد أن يكون نمط حياتك نمطا فعالا: ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي المثمر، القيام بالواجبات الاجتماعية والواجبات الأسرية، القراءة، الاطلاع، الترفيه عن النفس بما هو طيب، هذه في نهاية الأمر تؤدي إلى تعديل كامل وشامل في المزاج، مما يقلل كثيرا من هذه الاضطرابات المزاجية المختلطة أو المتقلبة.

اللامتكال بالفعل دواء رائع ودواء جيد، ويفيد الكثير من الناس، وأعتقد أنك يمكن أن ترفع جرعته حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، وذلك بعد استشارة طبيبك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات