أعاني من مرض الصرع وأستعيد قوتي بعد يوم من الحالة .

0 92

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 28 سنة، أعاني من مرض الصرع منذ 15سنة، عندما يغمى علي أستعيد قوتي بعد يوم من الحالة، وكنت أشرب دواء فالبرون 200 وبعدها قمت باستبداله بداباكين 200.

تغربت عن بلدي منذ سنوات، وأعيش وحيدا، وتعرفت على فتاة وارتبطت بها دون أن أقول لها عن حالتي، لأني ولمدة ست سنوات لم يحصل معي شيء.

كنت أعيش حياة طبيعية، وذهبت أنا وأهل خطيبتي إلى البحر، يومها لم أكن نائما منذ 24 ساعة، وكنت متعبا بعض الشيء بعد خروجي من البحر، وعندما كنت أقوم بنقل أغراضنا أتتني حالة الصرع، وعندما استيقظت من الحالة كان جسمي متعبا بعض الشيء.

صرت أشعر بألم في بعض أنحاء جسمي، لأني وقعت على الأرض في اليوم التالي، ونزلت البحر وكنت طبيعيا جدا.

بعد يومين كلمني عم خطيبتي وفتح معي موضوع حالتي التي حصلت، وقلت له إرهاق لا أكثر، لكن بعدها قال لي إنهم رأوا الدواء، واعترفت له بحالتي، وعندما فاتحني بالموضوع كنت متضايقا جدا، وأعصابي كانت متلفة، وهو يحدثني، وقال: لا مانع عندنا بسبب مرضك، ونريد مساعدتك فقط، واستمريت مع خطيبتي لعدة أشهر، لكن من بعد هذه الحالة وعندما أخبرني عن حالتي النفسية كانت متعبة جدا.

لا أستطيع سماع صوت الضوضاء، لا أحب النور، متعب مرهق في نفسيتي يوم بعد يوم تزداد سوءا، ولا أستطيع السهر أكثر من 12 ساعة، ولم يحصل معي شيء بعد ذلك اليوم، لكن عندما أستيقظ من النوم تكون حالتي أحيانا جيدة بعض الشيء، وأحيانا مرهقة.

لا أحب التحدث مع أحد، أسمع أصوات أشخاص، وأحيانا تتردد في مخيلتي وأكرهها كثيرا، وأحاول نسيانها.

أريد أن أكون بعيدا عن الناس، لا أستطيع المشي بالأسواق، حتى عندما أذهب إلى الحلاق في ساعة متأخرة من الوقت أتعب كثيرا، وأشعر بأني فاقد أعصابي، ولا أستطيع بالاستمرار في الحلاقة.

تركت خطيبتي لهذا الشيء، لأني تعبت كثيرا، وأنا مستمر في الغربة لوحدي، متعب منهك لا أستطيع العيش كما كنت، ماذا أفعل أرجوكم، فقد نفذ صبري.

بارك الله فيكم، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مرض الصرع بالرغم من أنه مرض طبي، لكن بكل أسف نظرة المجتمع – أو بعض أفراد المجتمع – نحوه سلبية بعض الشيء، مما يشكل وصمة اجتماعية لدى البعض.

أنا أرى أن حالتك بسيطة؛ لأنه لم تأتك نوبة منذ ست سنوات غير هذه النوبة، والدليل الآخر على بساطتها أن الجرعة التي تتناولها من الدباكين – وهي مائتي مليجرام – هذه جرعة صغيرة جدا، الجرعة الصحيحة هي ما بين خمسمائة إلى ألفي مليجرام في اليوم من الدباكين كرونو.

هذا التعب والإجهاد النفسي والجسدي الذي تعاني منه ربما يكون ناتجا عن نشاط صرعي في داخل الدماغ، لا زال لم يتم التحكم فيه، ليس من الضروري أن تظهر النوبات الصرعية ظهورا كاملا في شكل تشنجات، في بعض الأحيان يكون النشاط الصرعي أقل مما يظهر في شكل تشنجات، لكنه موجود وقد يسبب إجهادا نفسيا وجسديا.

كما أن الإخوة والأخوات الذي يعانون من الصرع كثيرا ما يصابون بشيء من عسر المزاج والقلق، وقطعا في حالتك ما حدث أمام أهل خطيبتك كان له رد فعل نفسي عليك، لكن الحمد لله موقفهم كان موقفا نبيلا ومشرفا وقد أبدوا مساندتهم لك، فهذه عقبة تم تجاوزها، بفضل الله تعالى.

أيها الفاضل الكريم: أنا أريدك أن تذهب وتقابل طبيب الأعصاب، وذلك من أجل إجراء فحوصات طبية عامة، تتأكد من مستوى الدم، ومستوى السكر، والدهنيات، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى فيتامين (ب12)، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى هرمون الغدة الدرقية.

هذه كلها مهمة، وفي ذات الوقت يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء تخطيط جديد للدماغ، ليتأكد من وجود نشاط صرعي من عدمه، وإن وجد ما هي درجته.

أنا أراك حقيقة محتاجا لأن ترفع جرعة الدباكين كرونو، هذه الجرعة صغيرة، حتى وإن لم يوجد نشاط واضح على تخطيط الدماغ الصورة الإكلينيكية – وبما أن هذه النوبة قد حدثت لك وكانت شديدة وأفقدتك الوعي وسقطت على الأرض – أعتقد أن جرعة الدواء يجب أن ترفع، والدباكين دواء سليم، وفاعل جدا.

أنا أتوقع أن أحوالك ستتحسن جدا بعد أن ترفع جرعة الدباكين، وإذا كان في فحوصاتك أي خلل قطعا سيقوم الطبيب بالتوجيه الطبي الصحيح، وينصحك حول ما يجب أن تقوم به.

أمر آخر: أريدك أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، النوم الليلي هو أفضل وسيلة للراحة، ويجب أن تمارس بعض التمارين الرياضية، المشي على وجه الخصوص – أخي الكريم – مهم ومفيد جدا.

استيقاظك مبكرا للقيام بصلاة الفجر ومن ثم تبدأ أنشطتك اليومية من البكور، هذا أيضا يدخل الكثير من السرور والفرح على نفسك، ويثبت لك أن طاقاتك سليمة.

الدراسات العلمية كثيرة جدا، وقد أشارت إلى أن المواد الكيميائية الإيجابية الدماغية – مثل الأكستوكسن – تفرز أكثر في فترة الصباح.

أرجو – أخي الكريم – أن تغير نمط حياتك على هذه الشاكلة، وعليك بالتواصل الاجتماعي المفيد، بر الوالدين – أخي الكريم – وأن يكون لك مشروع مستقبلي، مشروع للحياة، تسعى لتحقيقه، وحسن إدارة الوقت دائما إضافة عظيمة جدا للإنسان.

أيضا أرى أنك ربما تحتاج لتتناول أحد محسنات المزاج البسيطة، لكن هذا بعد أن تقوم بالفحوصات، ومن أفضل الأدوية عقار (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام)، أنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدا، وهي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – أي خمسة مليجرام – يوميا، لمدة شهرين أو ثلاثة، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك، لكن أترك هذا الأمر للطبيب حين تقابله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات