القلق و الخوف من عدم النوم سبب لي الاكتئاب، ما العلاج برأيكم؟

0 111

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

قصتي تبدو سخيفة في نظري, وأعلم أن حلها سهل -بإذن الله- لكنني لا أجد الحل لها -طبعا أقصد بدون الأدوية-، ففي ليلة منذ عدة أيام توجسني شعور بأنني لن أنام, وبدأت أفكر بالموضوع بأنني قد لا أنام الليلة، ثم دخلت في التفكير بكيفية النوم، وماذا لو لم تعمل هذه الكيفية، ثم بدأت أراقب نفسي كيف سأنام، وكأنني أنتظر نفسي لتنام.

في تلك الليلة لم أنم إلا ساعات قليلة، -وللأسف- دخلت في حالة من القلق والخوف من تكرر هذه الحالة, وهي الخوف من عدم النوم، والتفكير في النوم، وبأنه لن يحدث، وتحول الموضوع إلى توتر، ودخلت بحالة من الخوف من كل ليلة أنني لن أنام، وبدأت أشعر بالاكتئاب من الموضوع.

حاولت النقاش مع نفسي حول الخوف، ولماذا يجب أن أخاف، ولماذا لا أنسى التفكير بالموضوع، وبأن السبب الأساسي لعدم نومي هو التفكير في النوم، والخوف من عدم النوم، وأنني إذا استبعدت هذه الأفكار من رأسي سوف أنام، ولكنني لا أستطيع دفع الأفكار نهائيا، ومع مرور الوقت أثناء بقائي على السرير يبدأ الخوف بالتزايد، والهلع من اقتراب الصباح، وأنا لم أنم.

استمرت هذه الحاله لمدة 4 أيام، وفي اليوم الخامس (أمس) ذهبت لطبيب اضطرابات النوم النفسية، أعطاني دواء رومارون نصف حبة قبل النوم, أخذتها -والحمد لله- نمت بسهولة.

لكنني لا أريد الاستمرار بحالة الخوف والقلق، ولا أريد ايضا الاستمرار على الدواء خوفا من أعراضه الجانبية مثل: الميول للانتحار -كما قرأت-, لا أدري ما صحة الأمر؟ لكنني قرأت ذلك في إرشادات الدواء، ولا أعلم ما الحل؟ بماذا تنصحونني للحيلولة دون الخوف والقلق، ودون الأدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الذي لديك هو قلق ووسواس ليس أكثر من ذلك، النوم حاجة بيولوجية فسيولوجية طبيعية، تأتي للناس، والإنسان يجب ألا يبحث عن النوم، إنما فقط يمهد الآليات السلمية لينام نوما صحيحا وسليما، وذلك من خلال تثبيت وقت النوم، والحرص على أذكار النوم، وممارسة الرياضة، وتجنب شرب الشاي والقهوة في أثناء المساء، وكذلك تجنب النوم النهاري.

هذه -يا أخي الكريم- أسس بسيطة جدا وتعطي النوم الصحي، ما بك ليس فقدانا حقيقيا للنوم، إنما هي وسوسة، والوسوسة كفكرة يجب أن تحقر تحقيرا تاما، فأرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد، وعقار (ريمارون) لا يسبب ولا يؤدي إلى الانتحار، هذا الكلام ليس صحيحا، هذا الدواء من أفضل الأدوية، لكن لا أراك في حاجة إليه حقيقة، حاول أن تبني قناعات جديدة على أسس سلوكية سليمة، بأن تحقر الفكرة -أي فكرة أن النوم لن يأتيك- والإنسان يجب ألا يخاف من الفشل، لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل في كل شيء، فلا تجعل الفشل أبدا سبيلا لحياتك.

طبق ما ذكرته لك، وأسأل الله تعالى لك نوما هانئا وسعيدا، وإذا لم تتحسن حالتك في هذه الحالة يجب أن تتناول عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين)، ولا داعي للريمارون، الفافرين والذي يسمى علميا (فلوفكسمين) مضاد لقلق الوساوس، وحين يزول قلق الوساوس سوف يتحسن نومك.

جرعة الفافرين هي خمسين مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، الفافرين دواء قطعا سليم، وغير إدماني، ويفيد كثيرا في علاج قلق الوساوس والمخاوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات