السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا كنت أريد زيادة نسبة الدوبامين في الدماغ باستخدام أدوية إفراز الدوبامين، مثل دواء الريتالين، فما هي الجرعة والمدة المطلوبة لتناول الدواء؟ وأريد أن أعرف هل دواء ليفودوبا من أدوية إفراز الدوبامين أم لا؟

وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن نتثبت من حقيقة مهمة جدا، فحين نتكلم عن الدوبامين وكذلك السيروتونين والنورأدرينالين وبقية المواد الكيميائية التي تعرف بـ (الموصلات أو المستقبلات أو المرسلات العصبية)، حين نتكلم عن الحاجة في إفرازها والحاجة في إنقاصها، هذا لا يعني أبدا أن الإفراز سوف يكون إفرازا مباشرا، مثلا: نظرية الفصام وعلاقتها بالدوبامين: يقال أن هنالك زيادة في إفراز الدوبامين، لكن هناك نظريات أخرى تقول أن هنالك زيادة في حساسية ما هو موجود من الدوبامين، أي فعاليته أكثر، وهنالك نظرية تقول أنه يوجد تأرجح في إفراز الدوبامين، وهكذا.

إذا حتى الأدوية التي تعمل على ضبط –أي زيادة أو نقصان– الدوبامين لا تعمل عملا نقول أن الدوبامين، مثلا إذا كان لدى الإنسان بكمية عشرة مليجرام سوف يجعله هذا الدواء عشرين مليجراما، الأمر ليس هكذا -أيها الفاضل الكريم–، فالعملية تكون تنشيطا وزيادة في الإفراز، قد تكون تنظيما في الإفراز، قد تكون من خلال ما يسمى بالـ (Modulation)، ويعني: تنظيم إفراز الدوبامين.

نظريا: الأدوية التي تزيد من إفراز الدوبامين هي الـ (ريتالين) ومشتقات الأنفتامينات، لكن الريتالين ومشتقات الأنفتامينات لا تستعمل طبيا إلا في حالات معروفة وبسيطة وتحت ضوابط معينة، مثلا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من متلازمة فرط الحركة وتشتت التركيز: قد يحتاجون للريتالين أو مشتقاته لفترة طويلة كل مرحلة الطفولة، وبالنسبة للـ (ليفودوبا) بالنسبة لمرضى الرعاش أو الشلل الرعاشي أو ما يعرف بالـ (باركنسون/Parkinson's): يحتاجون لهذا الدواء طول حياتهم، وهكذا.

فأتمنى أن أكون قد أوضحت لك الأمر، وأسأل الله تعالى العافية والصحة للجميع.