أعاني من مرض القلق والخوف من الموت وأخاف على قرابتي

0 96

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 18 سنة، أعيش في أوروبا، مررت بالعديد من الظروف السيئة على صعيد الدراسة، والحياة الشخصية، وفي الفترة الأخيرة أصبحت لا أخرج من المنزل إلا نادرا بسبب سوء حالتي النفسية الشديدة غالبا.

أصبحت أعاني من مرض القلق، ومنذ فترة شهرين بدأت وساوس الحياة والموت تراودني، أصبحت أمر بنوبات بكاء طويلة وحزن وخوف، لأني أصبحت أشعر أني لم أعد شابة، وأن أختي أصبحت بعمر 28 سنة، ووالدتي تبلغ 45 سنة.

أصبحت أخاف بشدة، وأحزن، ويلازمني تفكير أن أختي لم تعد شابة، وأخاف من فقدان أمي وأختي كثيرا، حيث لا أستطيع الشعور بالطمأنينة أبدا، دائما عندما أكون معهما ونضحك ونتكلم أخاف جدا، وكأنني سأفقدهما غدا، لا أستطيع أن أركز على اللحظة الحالية بدون التفكير بالمستقبل، وكأني أعرف أني سأفقدهم غدا، كما أني أخاف التقدم بالسن كثيرا، لدرجة أني أريد الموت كي لا أتقدم بالسن، وأشعر أن مفهوم الوقت شيء غير قابل للاستيعاب، وأن مدة 40 سنة هي مدة قصيرة جدا، ستمضي دون أن أشعر أنها مضت، مثل الثمانية عشر عاما التي عشتها، ولم أشعر بها.

أصبحت لا أرى طعما للحياة أبدا، لأني سأموت وأهرم، وأصبحت أخاف من الموت كثيرا، عندما أرى شخصا عجوزا أشعر أني سأصبح مثله في وقت قصير جدا، وحياتي تحطمت بسبب الخوف على والدتي وأختي، وأنهما لم تعودا شابتين.

أفكر في الأمر طول النهار بدون توقف، وأصبح داخلي ميتا، لا أشعر بشيء، ولا أستطيع التركيز على اللحظة الحالية أبدا، كل التفكير يكون في المستقبل، حتى إني أصبحت أتجنب التحدث معهم كثيرا، علما أني قبل فترة شهرين فقط لم أكن أفكر بتلك الطريقة أبدا، وكنت أشعر أن أمي وأختي شابتان للغاية.

هل هذا شيء طبيعي؟ وهل حقا السنوات والأيام تمضي بسرعة أم أن هذا الأمر مرتبط بالبلد التي أعيش بها؟ لأني أشعر بالتعاسة كثيرا بسبب العيش هنا؟ وهل حقا أفكاري صحيحة أم أني أتوهم؟ وهل هناك علاج لحالتي؟ لأني تعبت كثيرا.

شكرا جزيلا، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

هذه التغيرات النفسية والتي طرأت على حالتك منذ شهرين ليس توهما، إنما الذي أصابك هو ما يسمى بقلق المخاوف الوسواسي، ومحتوى الوساوس مزعج حقيقة، أمر يتعلق بوالدتك وبأختك، وهذا أدى إلى الكثير من شعورك بالكدر والحزن والقلق والتوتر، قطعا افتقدت الشعور بالدافعية الإيجابية في الحياة.

هذا أمر وسواسي، قد تكون له أسباب، حتى وإن كانت أسباب واهية مثل البلد الذي تعيشين فيه، أو أي سبب آخر، لكن في الأصل لابد أن يكون لديك الاستعداد للقلق وللوسوسة وللمخاوف، كما أنك في سن يحدث فيها الكثير من التغير النفسي والوجداني، وهذا كثيرا ما يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي.

إن شاء الله تعالى هذه الحالة عابرة ومؤقتة وسوف تزول، عليك أن تحقري هذه الأفكار، وتناقشي نفسك قائلة: (إن هذا الفكر فكر حقير، هذا فكر وسواسي، هذا فكر لا أساس له من الصحة، أنا الحمد لله بخير، وكذلك والدتي وأختي، والحياة طيبة.) وهكذا. وعليك أن تحرصي على أذكار الصباح والمساء، أذكار الصباح والمساء تبعث طمأنينة كبيرة جدا في نفس الإنسان.

أرجو أيضا ألا تجلسي لوحدك لفترات طويلة، كوني دائما مع الآخرين، مع والدتك، مع أختك، مع من تتواصلين معهم، وعليك أيضا بممارسة رياضة تناسب الفتاة المسلمة، عليك بالقراءة والاطلاع، ممارسة تمارين الاسترخاء، المشاركة في الأمور الأسرية، النظرة التفاؤلية نحو المستقبل، هذا كله يزيح فكر الخوف والوسوسة وينقلك إلى فكر إيجابي جدا.

حالتك هذه أيضا قد تحتاج لعلاج دوائي بسيط، إن كان بالإمكان أن تتواصلي مع طبيب الأسرة أو طبيب نفسي؛ هذا سيكون أمرا جيدا، ومن أفضل الأدوية التي تجهض هذه الأفكار وتزيلها تماما الدواء الذي يعرف علميا (سيرترالين) ويسمى تجاريا (زولفت) أو (لسترال)، والجرعة في حالتك بسيطة جدا، هي: أن تبدئي بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم تجعليها حبة واحدة لمدة شهرين، قوة الحبة خمسين مليجراما، بعد ذلك اجعليها نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لأسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، الدواء سليم وغير إدماني، وليس له أي تأثير سلبي على الهرمونات النسائية.

إذا خلاصة الأمر: حالتك حالة عابرة إن شاء الله، مؤقتة، سوف تزول، وطبقي الآليات والإرشادات التي نصحتك بها حتى تعطي لنفسك فرصة للتعافي السريع، وإن كان لابد من استعمال الدواء فأنا أطمئنك جدا نحوه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات