الخوف الذي أعاني منه لا أعرف سببه

0 60

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من خوف بطريقة لا أعلم سببها، ولكن مع الوقت أشعر بأنني لا أعاني منه وكأني تعافيت، ولكن يعود مرة أخرى، وأشعر بشعور سيء بعدها، وشعور الوحدة أو الرغبة في الجلوس لوحدي كثيرا، ولا أعرف أشرح لأحد ما الذي أشعر به حينها أو سبب هذا كله؟!

شعور الخوف يأتي بأشكال مختلفة عندي، فأولها الخوف من السقوط إلى مالا نهاية كأنني سأسقط من كوكب الأرض إلى الفضاء؛ لأن كوكب الأرض معلق وقد يسقط إلى ما لا نهاية فينتابني الهلع، وأشعر بذلك في الليل مثلا ونحن في السيارة ومتجهين لطريق منظر السماء فيه كبير وواضح، أو عندما تكون السيارة تسير فوق جبل عالي.

وعندما أركز في شيء مثلا كنافذة وأتأملها بشدة يهيئ لي أنني في المنام أو ليس في الواقع أصرخ وأهلع وأجري إلى أهلي كي أستفيق وقد أقرص يدي بشدة وأؤذي نفسي، وأحيانا كنت أعض يدي حتى من شدة الألم لا أشعر بها، وأحيانا كأني سآكل لحمي فعلا وأقتلعه من مكانه، وأحيانا أشعر بصعوبة بالتنفس وأفكر أنني سأموت بلا تنفس أو أنسى كيف أتنفس، وأنه يجب علي أن أتنفس بتركيز حتى لا أفقد الحياة؛ فيزيد خوفي بأن أتعب من التنفس.

أنا ألتزم بالصلاة في وقتها، وأقرأ سورة البقرة بشكل أسبوعي وكلما تفرغت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

فإن استشارتك استشارة مهمة، لأن الأعراض التي ذكرتها حقيقة تستحق الانتباه منا، وتستحق رأي المختص، وأنا أقول لك أن الذي تعانين منه حالة نفسية معروفة، وإن كانت ليست منتشرة، لكن بالتمحيص والتدقيق الإكلينيكي – كما نسميه – نستطيع أن نقول لك أنك تعانين من مخاوف وسواسية.

إذا هنالك خوف، هنالك قلق، وهنالك وسواس. وسواسك حول سقوط السماء مثلا: هذه وساوس، وبالفعل هي وساوس مخيفة، واطمئني – أختي الكريمة – أن السماء لن تسقط، وقد رفعت بعمد لا نراها، وسبحان الله أحسن الخالقين، وتبارك الله رب العالمين، وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

فالوسواس يكون على هذه الشاكلة دائما، يتسلط عليك ويستحوذ في أمور فكرية هي فوق ما يمكن أن نخضعه للمنطق، ولذا تسبب الكثير من القلق والتوتر. ضيق التنفس الذي يأتيك، وكذلك التفكير في الموت هو جزء من المخاوف.

أقول لك: توكلي على الله، حقري هذه الوساوس تماما، عليك بالدعاء، وقد أسرني كثيرا أنك ملتزمة بالصلاة وتقرئين سورة البقرة بشكل أسبوعي، إذا أنت في أمان واطمئنان من ذلك الخوف، أسأل الله تعالى القبول، وأنا أبشرك أن هذا الوسواس سوف يقضى عليه تماما من خلال تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، فإن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطيعي أرجو ألا تحرمي نفسك من نعمة العلاج، وهنالك ثلاثة إلى أربعة أدوية تعالج هذا النوع من الوساوس، من أفضلها عقار (سيرترالين) ويسمى تجاريا (لسترال) و(زولفت)، ويوجد منتج مصري يسمى (مودابكس)، هذه كلها حقيقة منتجات معروفة من هذا الدواء الفعال، والفعال جدا، وأبشرك أنه غير إدماني، ولا يؤثر أبدا على الهرمونات النسائية.

الجرعة هي من حبة واحدة إلى أربع حبات في اليوم، مثل هذه الحالات تحتاج للجرعات الوسطية، وإن لم يتحسن الإنسان عليها قطعا يحتاج إلى أن يزيد الجرعة قليلا.

تبدئي في تناول الدواء بجرعة نصف مليجرام – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة عشرة أيام، وهذه نسميها بالجرعة التمهيدية، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة أسبوعين، ثم حبتين يوميا، ويفضل أن تتناولي الحبتين مع بعضهما البعض ليلا، واستمري على هذه الجرعة لمدة خمسة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا. بعد ذلك انتقلي إلى الجرعة الوقائية بأن تجعلي الجرعة حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء. دواء رائع وجيد، وتوجد أدوية كثيرة أخرى، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أيتها الفاضلة الكريمة: تحقير الفكر الوسواسي وصرف الانتباه عنه من خلال أن تشغلي نفسك بأمور أكثر فائدة، وأن تحسني إدارة وقتك، وأن تتفاعلي اجتماعيا، وأن تمارسي بعض التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء، خاصة فيما يتعلق بما يسمى (تمارين التنفس التدرجي)؛ هذا سيفيدك كثيرا.

علاج المخاوف سلوكيا: 262026 - 262698 - 263579 - 265121.

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأطمئنك أن الحالة سوف تعالج، وتعالج بصورة فاعلة جدا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات