هل يكفي العلاج الدوائي لعلاج الوسواس القهري؟

0 79

السؤال

السلام عليكم.

منذ سنة ونصف تقريبا وأنا أتعالج من الوسواس القهري، وأتناول اسيتاب (اسيتالوبرام) 20 ملغ ولوديوميل (مابروليتين)، ولم أشف 100% وقالت لي الطبيبة: فقط أكمل الدواء ومارس الرياضة وستشفى، فهل هذا صحيح سأشفى بالدواء وحده؟

أشعر كأنها تكذب علي؛ لأن قبل أربعة أشهر قالت لي: يجب عليك عمل السلوك المعرفي، فأنا من اقترحت الفكرة عليها ولم أعمله، وبعد مرور 4 أشهر راجعت عندها، وقلت لها: لا أريد عمل العلاج السلوكي فقط سأكتفي بالدواء، فهل سأشفى؟ قالت لي: نعم، فقط أكمل الدواء، ووسواس الأربعة أشهر الأخيرة كأنه تحسن قليلا، والمشكلة أنني أعمل على تجاهل الأفكار، ولكن تأتيني الفكرة، ولا تظهر لي أنها سخيفة وأناقشها وأبدأ أوسوس معها بعض المرات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لمرض الوسواس القهري الاضطراري فإن مساره يختلف من مريض إلى آخر بدرجة كبيرة، ولكن هناك حقائق عامة:

أولا: أحيانا الوسواس القهري أعراضه تختفي تماما من المريض حتى بدون علاج، ويظل فترة من الوقت في حالة طيبة، ثم قد ينتكس مرة أخرى وتعود الأعراض.

الشيء الثاني: بمرور السنين تخف أعراض الوسواس القهري عند معظم المرضى، وبالذات في تقدم العمر، وبالذات في مرحلة العشرين، وعندما يبلغ الشخص عمر ثلاثين عاما معظم المرضى تختفي عنهم أعراض الوسواس القهري بدرجة كبيرة أو تخف، هذا بدون علاج.

ولكن المعروف أيضا من الحقائق الثابتة أن العلاج الدوائي يساعد كثيرا في التغلب والسيطرة على الأعراض بدرجة كبيرة، إن لم يكن القضاء عليها نهائيا.

وأيضا مرحلة الشفاء – أخي الكريم – في الطب النفسي لا تعني نفس المعنى في الأمراض العضوية، أي اختفاء الأعراض نهائيا، قد تعني أن الأعراض تقل بدرجة كبيرة، ولكن أهم شيء الشفاء عندنا تعني أن الشخص معاناته قلت، وأنه يستطيع أن يزاول عمله وحياته بصورة طبيعية. هذا هو المهم في مفهوم الشفاء عندنا في الطب النفسي.

وعليه – أخي الكريم – فلا يمكن تحديد مسار المريض بدرجة دقيقة عند شخص معين، ولكن هذه هي السمات التي يجب ملاحظتها، وهذا ما قد يكون حصل معك، الدكتورة قد شعرت أنك يمكن شفاؤك أو يمكن أن تزول الأعراض بدرجة كبيرة، ولكن قد يحصل هذا وقد لا يحصل.

الشيء الثابت أيضا – أخي الكريم – أنه في الوسواس القهري مفيد جدا أن يكون هناك علاجا سلوكيا معرفيا مع العلاج الدوائي، والجمع بين الاثنين يقلل من جرعة الأدوية التي يتعاطاها الشخص، ويؤدي بدرجة كبيرة إلى أن الإنسان عندما يتوقف من الدواء لا تعود له الأعراض مرة أخرى. هذه من الحقائق التي ثبتت – أخي الكريم – في بعض الدراسات.

لذلك إذا كان الآن في الإمكان الرجوع أو عمل علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي – أخي الكريم – فهذا مفيد جدا لك في أنك عندما تتوقف من الدواء لا تعود لك الأعراض، وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات