أشعر بالتكاسل عن أداء الصلاة رغما عني، فما نصيحتكم؟

0 92

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بالتكاسل عن أداء الصلاة رغما عني، لا أشعر باللذة التي كنت أشعر بها من قبل، لا أشعر أني أؤديها كما يحبها ربي، أنا غير راضية عن نفسي، أشعر بالخوف وتأنيب الضمير، أجاهد كثيرا لكن لا أجد الحل، حتى الأذكار وقراءة القرآن أشعر بثقل، وأن العالم كله برأسي، وأن هناك من يشغلني عن الذكر، تعبت وأشعر أن حياتي خاوية بلا صلاة وبلا خشوع ولا ذكر ولا قرآن!

كل ذلك ليس بإرادتي، أنا كنت أفضل ولكن تغيرت حياتي بعد إنجاب طفلي الأول، هل هي عين أو حسد؟ أم ماذا حصل؟ هل سيعاقبني الله رغم عدم رضاي؟ أشعر أن داخلي إنسانه أخرى، لكن أفعالها عكس ما تفكر به، أرهقني الاكتئاب والوساوس، أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك، وكان الله في عونك، وما تعانين منه من التكاسل عن الصلاة، أو عدم الشعور بلذة العبادة وترك قراءة القرآن، فإن هذا ابتلاء من الله تعالى له أسباب متعددة، ومن تلك الأسباب:

1- لعل لديك ذنوب وخطايا -وكلنا ذو خطأ ومقصرون-، فعن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون". رواه الترمذي، ولهذا عليك بالتوبة إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار، وعند ذلك سيحصل لك انشراح للطاعة وإقبالا عليها، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المؤمن إذا أذنب، كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقل قلبه، فإن زاد زادت، فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}". رواه الترمذي.

وعن الأغر المزني -وكانت له صحبة- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة". رواه مسلم، ومعنى يغان على قلبي يطبق ويغشى أو يستر ويغطي على قلبي عند إرادة ربي، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كثرة الاستغفار، حتى يزول الغشاوة التي على القلب والتي تمنع الإقبال على طاعة الله.

وعليك بالإكثار من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، والدعاء في السجود في الصلاة بما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يدعو فيقول: "اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك". رواه مسلم.

2- وأما السبب الثاني وأنت ذكرت هذا في طلب الاستشارة، أنك تعانين من الاكتئاب ولا شك أن من أعراضه الشعور بالتثاقل في الطاعات والتكاسل عنها، ولهذا فأنتي بحاجة ماسة إلى مراجعة طبيبة نفسية مختصة تنظر في حالتك.

3- وأما السبب الثالث فهناك احتمال أنه قد حدث لك إصابة بنظر حسد من أحد، وهذا أمر وارد أيضا، فإن من أعراض مرض العين الشعور بالتكاسل عن الطاعات، ولهذا عليك بقراءة الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، وكثرة الدعاء والتضرع إلى الله أن يعافيك، ويمكن أن تخرجي صدقة للمحتاجين، فإن الصدقة تكون سببا في الشفاء -بإذن الله-، قال ابن مسعود: "حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء" رواه الطبراني.

الخوف من عقاب الله في حال التقصير في طاعة الله هذا أمر محمود، بل وواجب شرعا، ولكن لا تيأسي من رحمة الله، فإن لديك نية صالحة وشعور بالألم مما أنت فيه، وأنت تسألين كيف يمكن أن تعودي إلى النشاط والجد في الطاعات، كل هذه الأمور علامة على أنك على خير، وأن الله سيصلح حالك، فافعلي ما قلت لك سابقا، وأبشري بخير -بإذن الله-.

وأخيرا أمر الوسواس الذي تعانين منه، هذا قد يكون من أعراض الاكتئاب أو من أعراض مرض العين، فإذا تم معالجة هذين السببين بحسب ما ذكرت لك، فإنه سيزول عنك أثره، ولكن إذا جاءك الوسواس فيمكن دفعه بأن تقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن تقطعي التفكير فيه، ولا تستجيبي لما يقول لما يأتي يوسوس لك.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة حول وسائل المحافظة على الصلاة: 18388 - 18500 - 24251 - 2133618، ووسائل تقوية الإيمان: 244768237831 - 229490 - 16751 - 278495.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات