مجبورة على الزواج وأريد نصحكم في ذلك.

0 82

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خير على ما قدمتموه، ونفع الله بكم.

أنا فتاة متزوجة منذ 3 أشهر بالإجبار، وزوجي خلوق وطيب، وأهله أناس محترمين، ولكنني لم أستطع تقبله أبدا، حاولت تقبله والتفكير في إيجابياته قبل الزواج ب 7 شهور، وظننت أن عدم القبول سيزول مع الوقت، ولكنني ما زلت أرفضه، ولا أشعر بأي انجذاب له نهائيا، وألوم أهلي في نفسي كثيرا ولا أريده خصوصا في ما يتعلق بحقوقه الزوجية، وكثيرا ما أفكر بالانفصال، فهل هذا شعور طبيعي، وسيأتي القبول مع الوقت حتى لمن هي مجبورة في مثل حالتي؟

رضي الله عنكم، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يشرح صدرك لما فيه صلاح حالك.

نحن نرى - أيتها الكريمة - أن تزويجك بهذا الرجل الذي وصفته من خلقه وطيبه وجمال أخلاق أسرته، نرى أن تزويجك بهذا الرجل كان من فضل الله تعالى عليك، ورزق ساقه الله تعالى إليك، فما كل الأزواج يتصفون بهذه الصفات، ولعل هذا القدر خير لك مما تتمنينه أنت، وهذا مصداق لقول الله سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

وقد أصبت الرأي جدا - أيتها الكريمة - حينما بدأت بالتفكير في إيجابيات زوجك، وهذا النوع من التفكير سيكون كفيلا -بإذن الله تعالى- بتحبيبه إلى قلبك وإزالة الوحشة التي بينك وبينه، فإن النفوس تتعلق بالجميل من الأخلاق والجميل من الصور، كما تحب من أحسن إليها.

ونحن نرى أن ما تشعرين به من عدم القبول للزوج سيزول -بإذن الله تعالى- مع مرور الأيام، وخاصة إذا رزقك الله سبحانه وتعالى أطفالا، ولا ننصحك أبدا بفراق هذا الزوج ما دمت تقدرين على البقاء معه دون الوقوع فيما حرم الله تعالى عليك من التفريط في حقوقه أو غير ذلك، فجاهدي نفسك على القيام بحقوق الزوج، واستعيني بالله سبحانه وتعالى على ذلك، وقد أثر عن عمر ابن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أنه قال: (وهل كل البيوت تبنى على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟) يعني: كثير من الأسر تقوم ويستقيم حالها وتحصل بينهم من المودة والرحمة والقيام بشؤون الأبناء والبنات مع عدم وجود حب كامل بين الزوجين، ولكن توجد رعاية للحقوق وحسن عشرة والوفاء بالذمم، فهذه الأخلاق كفيلة بأن تديم الحياة الزوجية وتصلح بها تلك الحياة.

فاستعيني بالله سبحانه وتعالى وأكثري من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يحبب إليك زوجك، وستجدين أن صدرك ينشرح إن شاء الله تعالى يوما بعد يوم.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يهيء لك من أمرك رشدا، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات