لدي خجل اجتماعي وينتابني قلق وتوتر عند نظر الناس إلي

0 83

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمري 27 سنة، لدي خجل اجتماعي شديد، وأيضا ينتابني قلق وتوتر كبير عند مقابلة الناس، وعند النظر في أعين الناس، وخاصة عند خروجي من المنزل أكون متوترا كثيرا، وقلبي ينبض بسرعة وأتنفس بصعوبة، ولم أعد أذهب إلى المسجد.

إني تعبت كثيرا من حالتي انصحوني بدواء لحالتي.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حطاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك أعراض بسيطة إلى متوسطة من أعراض الرهاب الاجتماعي، وربما يكون أيضا لديك شيء مما نسميه برهاب الساحة، أي عدم القدرة على الخروج والتفاعل الاجتماعي، خاصة إذا لم تكن معك رفقة، وأنت تفضل الانعزال والانزواء وتكون في المنزل.

هذا - يا أخي الكريم - سلوك لا يقبل، أولا لا بد أن يكون هنالك احتجاج داخلي من جانبك، ورفض لهذا الوضع، ولا بد أن تخضعه للمنطق، إذا خضعت هذا السلوك للمنطق، بمعنى أن تفكر: (لماذا أكون هكذا؟ هذا أمر غير مقبول، الناس كلها تخرج، الناس تتفاعل) سوف تجد أن هذا التصرف بالفعل ليس منطقيا حتى وإن كان هو الذي يفرض نفسه بنفسه عليك.

نصيحتي لك هي: أن يكون هنالك رفض معنوي ومعرفي لما أنت فيه.

الأمر الآخر هو: أريدك أن تتخيل أنك قد خرجت من المنزل، وتعرضت لمهم من الناس، وتصور أنك في السوق، تصور أنك في مناسبة اجتماعية كبيرة، تصور أنك تصلي مع الجماعة في أحد أكبر المساجد وفي الصف الأول وخلف الإمام. هذا نسميه بالتعرض في الخيال، وهو نوع من العلاج السلوكي الممتازة جدا، لكن فترة التعرض لابد أن تكون 15 إلى 20 دقيقة، بمعنى أن يتأمل الإنسان هذا الموقف بكثافة وتركيز وتمعن وتدبر.

استشعار أهمية المناسبات الاجتماعية والقيام بالواجبات الاجتماعية مهم جدا للإنسان. زيارة المرضى، حضور الأعراس، المشي في الجنائز، زيارة الأرحام، الذهاب إلى الأسواق مثلا للتسوق، للأماكن الترفيهية الجميلة كالحدائق والمتنزهات، هذه - أخي - يجب أن تكون جزءا من حياتك.

نحن دائما نركز على السبل والوسائل الطبيعية والمتاحة في مجتمعنا من أجل أن يستفيد منها الناس لعلاج مخاوفهم.

أخي الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي: بالفعل هو سوف يفيدك، ويفيدك جدا، وتوجد عدة أدوية، أنا أرى أن عقار (زيروكسات CR) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، ابدأ في تناوله بجرعة 12,5 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها 12,5 مليجرام يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم 12,5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12,5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء. هو دواء سليم، غير إدماني، ومعروف بسلامته وفائدته القصوى، له آثار جانبية بسيطة مثل كل الأدوية، قد يؤدي إلى فتح في الشهية وزيادة في الوزن لدى بعض الناس، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي لدى المتزوجين عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الصحة الذكورية أو الإنجابية للرجل أو المرأة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات