أشعر بالقلق عند ذهابي للنوم، وأحس كأن روحي تنسحب

0 64

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

منذ 6 سنوات تعرضت لهبوط حاد بالدورة الدموية، أدى إلى وجع شديد في القلب ورهبة وخوف شديد لفترة طويلة، خصوصا عند دخول وقت المغرب إلى الصباح، بعد أسبوع ذهبت إلى المستشفى، وتم وصف لي كالميبام لمدة عشرة أيام، بعدها بفترة بسيطة حدثت لي نفس الأعراض مرة أخرى، وأصبح الخوف شديد جدا لدرجة أنني أظل بالثلاثة أيام لا أنام من شدة الخوف، ذهبت مرة أخرى إلى المستشفى ووصفوا لي زولام واستمريت عليه لمدة 5 أشهر، لدرجة أنني أصبحت لا أنام إلا بـ 5 أو 6 أقراص بعد ذلك.

ذهبت لأكثر من دكتور، أظل مع هذا فترة وهذا فترة، لدرجة أنني وجدت أن حالتي تسوء أكثر، وأصبحت مكتئبا من الحياة بأكملها، وآخر دكتور أخذت معه نصف المدة من العلاج وأقلعت عنه بنفسي، أحسست بالراحة والكثير من الأعراض ذهبت، إلا أنني حتى الآن مازلت أعاني من أعراض كثيرة مثل توتر في الأعصاب وخوف أحيانا عند النوم، وعند دخولي للنوم أشعر أنني قلق جدا، وأحس كأن روحي تنسحب مني، ودائما أشعر كأني مضغوط نفسيا، وكثير من الأعراض لا أستطيع وصفها.

فهل هناك حل؟ لأنني أخشى جدا الذهاب لأي دكتور أمراض نفسية وعصبية مرة أخرى.

وجزاكم الله خير الجزاء، وآسف للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل الذي أصابك هو نوبة هرع وفزع، وهي تعطي كل الأعراض والسمات التي وصفتها في رسالتك الواضحة بذاتها.

الخطوات العلاجية التي اتخذتها يظهر أنها كانت تتمركز حول العلاجات الدوائية، وأنت تناولت عقار (زولام) لفترة طويلة نسبيا، وأود أن أهنئك حقيقة؛ لأنك استطعت أن تتخلص من هذا الدواء، بالرغم من أنه دواء رائع وممتاز ومفيد، إلا أن الصفات التعودية فيه كبيرة جدا، خاصة إذا تناوله الإنسان لفترة تزيد عن ستة أسابيع.

عموما ما قمت بإنجازه كبير فيما يتعلق بالتخلص من الزولام، -وإن شاء الله تعالى- بنفس المستوى تستطيع أن تتخطى أعراض الخوف والوسوسة، وذلك من خلال تجاهلها، وتحقيرها، وأن تجعل حياتك مفعمة بالتفاؤل والأمل، وأن تعيش دائما على الرجاء، وأن تمارس الرياضة باستمرار، وكذلك التمارين الاسترخائية، وأن تتجنب النوم بالنهار، وأن تنام ليلا نوما مبكرا، وتحاول بقدر المستطاع أن تتخلص من الفراغ (الفراغ الزمني، الفراغ الذهني، الفراغ الفكري)؛ لأنه قد يجلب التوترات والقلق والمخاوف.

إذا اجعل برامجك اليومية برامج نشطة، وحين تتعدد النشاطات هذا أمر جيد ومفيد على النفس والجسد أيضا، شيء من الرياضة، شيء من التفكير الإيجابي، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس، العمل، العبادة... هذا كله يتطلب وقتا، والإنسان الذي يحسن إدارة وقته يستطيع أن يوفي بكل ذلك، وفي نهاية الأمر هذا يعطيك شعورا إيجابيا ومردودا طيبا؛ لأن الإحساس بالإنجاز هو أعظم ما يمكن أن يكافئ الإنسان به نفسه.

بالنسبة للعلاجات الدوائية وحتى يتحسن نومك: أنا أرى أنك يمكن أن تستعمل دواء واحدا ولفترة ليست طويلة، هذا الدواء هو (ميرتازبين) والذي يسمى تجاريا (ريمارون)، هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه أيضا يعالج القلق والتوترات ويحسن النوم بصورة واضحة.

الجرعة هي: حتى ستين مليجراما في اليوم – أي حبتين – لكني أرى أنك تحتاج لنصف حبة فقط – أي 15 مليجرام – تناولها ليلا ساعة قبل النوم، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعلها ربع حبة – أي: 7,5 مليجرام – لمدة أسبوعين، ثم 7,5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات