وساوس عديدة جعلت فطرتي مضطربة لا تميز الخير عن الشر!

0 77

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يعجبني هذا الموقع لما فيه من دقة معلومات وإرشاد للسائل.

أنا طالب بعمر 19 سنة، بدأت مشكلتي في سن 12 سنة، حيث أصبت بالوساوس التي ما زالت مستمرة، وساوس عديدة في شتى المجالات حتى الدينية، بدايتها كانت في رمضان حيث بدأت أشك في نيتي، ولا أعرف إذا نويت أم لا! وبدأت أضطرب وأجدد النية، والآن لا أعرف ما النية أصلا، وهذا يزعجني، المهم بدأت الوساس تتعبني في كل شيء أفعله حتى الآن.

عانيت من آلام حادة في مؤخرة الرأس، ذهبت للطبيب، فوصف لي علاجا للوساوس، لكنها ما زالت مستمرة ولم أتحسن منها، فأصابت إيماني، وفقدت توازني النفسي، فأحس بالحزن والكآبة منذ سنوات حتى الآن.

عندما أفكر في شيء تأتيني وساوس متناقضة، مثلا لو رأيت قطا، أقول في نفسي: ما أجمل هذا القط! فتأتيني مباشرة في نفسي هواجس ووساوس بسب وشتم هذا القط واستحقاره، وربما التكذيب بقدرة خلقه، والأمر يتعدى ذلك إلى الأمور الدينية، فأصبحت أخاف من ازدواجية الشخصية، وكثرة التفكير أرهقتني، وقلبي أصبح ميتا، وأصبحت أكره كل شيء في الحياة، وخرجت عن الفطرة السليمة بحيث بدأت أشعر أن القتل والزنا والمعاصي أمور عادية، وهذا يزعجني، وصرت أقصر في كل عمل أريد إنجازه حيث أشعر بكسل وخمول.

كيف أتخلص من الوساوس، وخصوصا المتعلقة بالإيمان؟ وهل اختلال توازني الفكري قد يؤدي إلى الكفر؟ كيف أتخلص من الخمول والكسل الذي أصابني؟ كيف أتخلص من الكآبة والحزن؟ فقد صاحبتني لسنوات وقد ضعف وزني ونظري وجسدي، كيف أعود للفطرة السليمة بعد أن خرجت منها، وأصبح عندي الشر والخير سواء؟

أرجو منكم الرد، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو وسواس قهري، والوسواس القهري هو فكرة تتسلل وتتكرر على الشخص ولا يستطيع مقاومتها، وتسبب له ضيقا وتوترا، وإذا استمر الوسواس لفترة طويلة بدون علاج فإنه يسبب اكتئابا نفسيا، والاكتئاب النفسي طبعا يسبب خمولا وكسلا.

كل علاج الأشياء التي تعاني منها هو علاج الوسواس القهري –أخي الكريم– الذي تعاني منه، وعلاج الوسواس القهري يكون في الدواء وفي العلاج السلوكي المعرفي، ومن أفضل الأدوية –بالذات في عمرك وسنك– التي تعالج الوسواس القهري هو الـ(فلوكستين)، فلوكستين بجرعة عشرين مليجراما، (كبسولات)، ابدأ بكبسولة بعد الأكل يوميا، ويجب أن تنتظر لفترة ستة أسابيع إلى شهرين حتى تشعر بتحسن، وإذا لم تشعر بتحسن يذكر بعد مرور شهرين أو كان التحسن جزئيا؛ فيمكنك زيادة الجرعة إلى كبسولتين –أي أربعين مليجراما– وبعد ذلك يجب أن تستمر على العلاج -حتى ولو زالت الأعراض وتم العلاج والشفاء- لفترة لا تقل عن ستة أشهر.

من المهم جدا – أخي الكريم – للتخلص من هذه الأفكار اتباع برنامج للعلاج السلوكي المعرفي، ويجب أن يكون تحت إشراف معالج مختص لهذه الأمور، تحتاج لعدة جلسات –أخي الكريم– تتراوح من عشرة إلى خمس عشرة جلسة، الجلسة تكون أسبوعيا في مدة خمسين دقيقة، في هذه الجلسة يطرح عليك المعالج النفسي مهارات معينة لتطبيقها، كيفية مقاومة هذه الأفكار، إما بتجاهلها أو بحيدها، سوف يشرح لك بالتفصيل ما يجب عليك فعله، وتقوم بفعل هذه الأشياء خلال الأسبوع، ثم تناقشها معه، ويعرف أين أصبت وأين أخفقت، ثم يقوم بإرشادك وتوجيهك. هذا مهم جدا –يا أخي– مع العلاج الدوائي.

العلاج الدوائي أيضا – طبعا مع العلاج الوسواس القهري – سوف يعالج الاكتئاب النفسي؛ لأن هذا الدواء أيضا مضاد للاكتئاب، وإذا تم علاج الوسواس القهري وتم علاج الاكتئاب فإنك سوف تعود إلى فطرتك السليمة إن شاء الله تعالى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات