هل فعلا لدي وسواس قهري أم أنها مجرد مخاوف؟

0 136

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، أعاني من مشكلة نفسية شديدة، لدي وسواس قهري، كانت لدي وساوس من الأمراض، وهذه الليلة شعرت بضغط نفسي شديد، الفزع والقلق والتوتر زائد، لا أرتاح ولو لدقيقة، أشعر وكأن قلبي سيتوقف من شدة النبض، وأشعر بعقلي كأنني سأجن قريبا لا يستجيب لأي محاولة تفكير في أمل ما، كلما حاولت أن أسترخي إلا وفكرة الجنون أو الغرابة تدور في رأسي، لقد تعبت كثيرا، ولدي أمل في الشفاء بإذن الله تعالى، أكاد أن أموت، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

من خلال رسالتك المختصرة لم أشعر أنك تعانين من وسواس قهري، الوسواس القهري مرض له معايير تشخيصية معروفة، وأعراضك التي تحدثت عنها تشير أن الذي لديك هو قلق مخاوف أكثر مما هو وساوس، وفي قلق المخاوف تكون أيضا هنالك أفكار متداخلة على الإنسان، وقد تكون سخيفة، ويجد الإنسان صعوبة كبيرة في التحكم فيها، وقد يكون هنالك تشويش وشيء من الخلل في التركيز.

أنا أفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا حتى يتم الاستقصاء بصورة أكثر تفصيلا عن حالتك، ومن جانبي وبصفة عامة: إذا اعتبرنا التشخيص هو قلق المخاوف – وهذا أميل له كثيرا – أريد أن أطمئنك أن هذه الحالات حالات بسيطة، وهي ظواهر أكثر مما هي أمراض، وإن كان هنالك أسباب تسبب لك ضغوطات نفسية حاولي أن تعالجي هذه الأسباب، وتزيلها.

الأمر الثاني: النوم الليلي المبكر يفيد كثيرا في استرخاء الإنسان وزوال الفزع والقلق والتوتر، والإنسان حين ينام ليلا نوما مبكرا، ويستيقظ مبكرا، وبعد صلاة الفجر يمكن أن تقومي بعمل الكثير، وهذا النوع من الإنجازات يعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه، ويحول القلق من قلق مرضي إلى قلق إيجابي؛ لأن القلق مطلوب في حياتنا، حيث إن الذي لا يقلق لا ينجح.

أنت محتاجة أيضا لممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، مثل رياضة المشي، رياضة داخل المنزل، هذا فيه فائدة كبيرة لك، ونصيحتي الأخرى لك: ألا تكتمي، أن تعبري عن ذاتك؛ لأن التفريغ النفسي يؤدي إلى زوال القلق والتوتر الشديد.

طبقي تمارين استرخائية، تمارين الشهيق والزفير المتدرج والعميق مفيدة جدا، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها واسترخائها، هذه تمارين إذا طبقها الإنسان بتأمل واسترخاء نفسي وجسدي حقيقي تعود عليك بفائدة عظيمة جدا، فأرجو أن تمارسي هذه التمارين.

هنالك برامج كثيرة جدا على الإنترنت حول تمارين الاسترخاء، كما أنه إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي سوف يحولك للأخصائية النفسية والتي سوف تقوم بتدريبك على هذه التمارين.

حسن استغلال الوقت وتوزيعه بصورة صحيحة وللاندماج الاجتماعي الإيجابي، وأن تكون لك آمال وطموحات، وتكوني حسنة التوقعات، وأن تكون لك برامج طموحة للمستقبل، وأن تجتهدي في دراستك... هذا كله يحول القلق والفزع والتوتر إلى طاقة نفسية إيجابية، تجعلك أكثر ارتياحا وراحة.

الحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، وبر الوالدين، وصلة الأرحام... هذه من ضروريات الحياة، ومن ضرورات تطوير النفس وإراحتها، فاحرصي على ذلك أيتها الابنة الفاضلة.

ربما تحتاجين لأحد مضادات القلق والتوتر، ويمكن أن يصفه لك الطبيب حين تقابلينه، هذا ما وددت أن أقوله لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات