حرارة الذنب تحرق قلبي وأريد التطهر منه، فأرشدوني

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة عمري 16 سنة، اقترفت ذنبا كبيرا، فقد كنت على علاقة مع شخص وفعلت معه أشياء محرمة، والآن أشعر أني فتاة متسخة، وأريد التوبة والرجوع إلى الله، وأطلب منه سبحانه أن يغفر لي، فأنا لا أريد الرجوع إلى ما كنت عليه، وكل يوم أحس بالذنب على ما فعلت، وأقول: ليتني لم أفعل!

ساعدوني أرجوكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - بنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونحيي الروح التي وفقتك للتواصل مع موقعك، ونبشرك بأن ربنا غفار لمن تتوب وتصلح، فأقبلي على الله، واصدقي معه يصدقك، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يحقق لنا المغفرة والآمال.

أرجو أن تعلمي أن ربنا الكريم الرحيم ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ونبشرك بقوله (ﷺ): أما علمت أن الهجرة ‌تجب ‌ما ‌قبلها من الذنوب، ونبشرك بقوله (ﷺ): ‌التائب ‌من ‌الذنب، كمن لا ذنب له، فعجلي بالرجوع إلى الله، واعلمي أن ربنا العظيم ‌يبسط ‌يده ‌بالليل ليتوب مسيء النهار، وبالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.

ولا يخفى على أمثالك أن التوبة تطهير، وأن التائبة حقا لا تكون متسخة، وربنا يحب التوابين ويحب المتطهرين.

ونحن نحب أن ننبهك إلى أن للشيطان مكايد ومصايد، ومنها إشعار من تريد أن تتوب بأنها كذا وكذا، وبأن الله لن يغفر لها، وأبلغ رد في ذلك هو قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].

بل إننا نقول لك ولكل التائبين: ما من تائب أو تائبة تخلص في توبتها، وتصدق في رجوعها، وتندم على ما حصل، وتعزم على عدم العود، وتتوقف عن المخالفة؛ إلا فازت بما هو أكبر من مجرد المغفرة، قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} [الفرقان: 70-71]، فبالصدق والإخلاص تفوزين بما هو أعظم من مجرد المغفرة، فسارعي بتحويل الندم إلى توبة، وأبشري بالخير والمغفرة، واحرصي على أن تستري على نفسك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك للتعجيل في التوبة، فخير البر عاجله، ونتمنى أن تستمري في التواصل معنا حتى تجدي التوجيهات المناسبة.

وفقك الله وتاب علينا وعليك وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات