هل أعاني من بداية اكتئاب؟

0 51

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ كنت في عمر ال 17 أتذكر أني استيقظت فجأة، ويصاحبني حالة من الخوف الشديد والفزع، وأشعر كأن ضربات قلبي توقفت، وكأن لحظة الموت قد حانت ذلك الشعور المؤلم، وكأن روحك تسحب من صدرك.

ولكن مرت الأيام والسنين، وها أنا أبلغ من العمر 31 عاما، عاودت تلك الحالة بالظهور في أخر 5 سنوات تقريبا، ولكن لم تكن مؤثرة بشكل كبير كانت تأتي دقائق أو ساعات وتختفي من حين إلى آخر.

ولكن في الآونة الأخيرة بدأت الحالة تزداد معي، فقمت بفحص القلب بسبب شعوري إما بخفقان أو توقف النبض أثناء الحالة، لكن الحمد لله العضلة تعمل بشكل جيد (70%)، وتخطيط القلب وفحص الدم والغدة الدرقية لا يوجد بهم أي مشاكل، ثم توجهت إلى طبيب باطنية واكتشفت وجود الجرثومة فعالجتها ولله الحمد.

ولكن تبقى هذه الحالة حالة الخوف والهلع، في الأيام الحالية تأتيني ربما كل ليلة بمستويات قوة متفرقة، يوم تكون خفيفة ويوم أشد، أصبحت أكره الليل بسبب تلك الحالة.

وهناك ملاحظة أنه بعض المرات تأتيني هذه الحالة بعد تناول الطعام، هناك من قال أنه قولون عصبي ولكن لا أدري، علما بأن والدي لديهم القولون العصبي ومشاكل المعدة المعتادة.

أتمنى إفادتي فقد مللت من الحياة بسبب هذه الحالة، وأنا شخص مغترب لا أملك أن أذهب إلى طبيب نفسي حاليا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول شيء أصابك في سن السابعة العشرة هي نوبة هلع، نوبة هلع واضحة -أخي الكريم- ثم بعد ذلك تكررت هذه النوبة، ومن الطبيعي أن النوبة أحيانا تكون شديدة، وأحيانا تكون بسيطة، ولكنها تظل هي نوبة هلع، وبتكرار النوبات يكون أنك مصاب -أخي الكريم- باضطراب الهلع، وهو مرض في حد ذاته، يعد من اضطرابات القلق، وما بين النوبات دائما يكون هناك أعراض قلق وتوتر، وخوف من حدوث النوبة مرة أخرى.

فإذا عندك اضطراب الهلع، وهذا مرض في حد ذاته ويتطلب علاجا، وأيضا من الأشياء المنتشرة أو التي يكثر حدوثها مع اضطراب الهلع هو الأعراض الاكتئابية أخي الكريم.

على أي حال: تحتاج الآن لعلاج لهذا المرض، وأسلم دواء لعلاج اضطراب الهلع هو الـ (استالوبرام) أو ما يعرف بالـ (سبرالكس)، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) بعد الغداء لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج -يا أخي الكريم- لفترة لا تقل عن ستة أسابيع، حتى تشعر بالفائدة من هذا العلاج، وطبعا طالما النوبة لا تأتي كل أسبوع مثلا فقد يتطلب أن تأخذ العلاج لفترة طويلة حتى تشعر بتأثيره، وهذه الفترة الطويلة قد تمتد إلى تسعة أشهر أو سنة كاملة، ثم بعد ذلك توقفه بالتدرج -أخي الكريم-.

ومن الملاحظات في العلاج: إما أن يقضي على حدوث النوبة نهائيا، أو يجعلها تأتي خفيفة، أو أن يباعد بين النوبات، كل هذا هو مردود طيب للدواء، ولكن العلاج يستمر لفترة كما ذكرت، ويا حبذا لو استطعت أن تأخذ علاجا سلوكيا معرفيا مع تناول الدواء، حتى تستفيد الفائدة التامة وترجع إلى حالتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات