أشعر بغربتي في هذا العالم وبغضي للحياة بأسرها، فهل من علاج لحالتي؟

0 77

السؤال

السلام عليكم.

تراودني الوساوس القهرية 24ساعة، أفكار تافهة مثل: لماذا الدنيا هكذا؟ لماذا أعيش فيها؟

كما أشعر بصداع مستمر، وصرت أكره الدنيا، وصرت أتمنى الموت، وبعد ذلك تطورت وصرت لا أشعر بنفسي، وأقول من أنا؟ أنظر لنفسي في المرآة، ولا أركز على وجهي، وعلمت أن ذلك تغرب عن النفس، فهل يمكن علاج حالتي أم لا؟ وما هي مدة العلاج؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل سنك قد يمر الإنسان ببعض المشاعر الغريبة، لأن هذه المرحلة مرحلة تكوين نفسي ووجداني وبيولوجي وفسيولوجي وجسدي، فليس من المستغرب أبدا أن تحس بشيء من غربة الذات أو القلق أو المشاعر غير المفسرة، هي وقتية جدا، وتعالجها من خلال تجاهلها، خاصة ما يطرح عليك من فكر وسواسي جدلي.

الوساوس يجب أن تقهر من خلال التجاهل التام، وعدم الخوض في نقاشها، لأن تفصيلها وتحليلها ونقاشها تجعلها تتشابك أكثر وتكون أكثر إطباقا.

أن تتجنب الفراغ، هذا مهم جدا، أن تنظم وقتك، أن تنوم ليلا النوم المبكر، لأن هذا يعطيك راحة نفسية وجسدية مهمة جدا في الصباح.

أن تؤدي صلاة الفجر في وقتها، أن تدرس لمدة ساعة مثلا قبل الذهاب لمرفقك الدراسي. أنت ذكرت أنك لا تعمل، وعليه أحسب أنك طالب، أو من المفترض أن تكون طالبا.

ممارسة الرياضة بانتظام في مثل سنك تقويك نفسيا ووجدانيا ومعرفيا، فاحرص على ذلك.

بر الوالدين نعتبره علاجا ممتازا لاستقرار النفسي وإشعارها بالطمأنينة، وقطعا هنالك احتساب لأجري الدنيا والآخرة.

الرفقة الطيبة الصالحة دائما تعطي دفعا إيجابيا للإنسان في كل نواحي حياته.

فاجعل هذا هو ديدنك وهذه طريقتك في الحياة.

الشعور بالصداع وغيره ناتج من القلق والتوترات، وسوء إدارة الوقت، وربما أيضا أن أهدافك في الحياة غير واضحة، هذا كله يجب أن تضعه في الحسبان وتقوم بتوضيحه لنفسك. والدراسة مهمة جدا، وأعظم ما يكتسب الإنسان في هذه الدنيا هو الدين والعلم، كلاهما لا أحد يستطيع أن ينزعهما منك أبدا، ولا يتقادمان أبدا، بمعنى أن هذه المقدرات تظل جزءا من كيانك الذاتي، وهي فاتحة ممتازة للتطور.

الوسواس الفكري علاجه سهل جدا: بالمقاومة - كما ذكرنا - وصرف الانتباه، والتجاهل، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد.

يمكن أيضا أن تذهب إلى الطبيب - الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة - ليصف لك أحد الأدوية الممتازة جدا لمثل عمرك، الدواء يعرف باسم (فافرين) ويسمى علميا (فلوفكسمين). ناقش هذا الموضوع مع والديك، واذهب إلى الطبيب.

الجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، تكون البداية: خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم تكون الجرعة مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (278493 - 2117098).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات