أعاني من اضطراب في النوم وخمول وصداع

0 47

السؤال

السلام عليكم

سؤالي موجه إليك دكتور محمد عبد العليم، حيث قرأت إجاباتك واستفدت منها كثيرا، فجزاك الله عنا خير الجزاء.

أما بعد: فإني مريض منذ الصغر، وعندما ذهبت لمستشفيات كثيرة واستخدمت كل العلاجات النفسية ولم أجد تحسنا، وقبل سنتين استخدمت سيبرالكس ٣٠ جم وارتحت كثيرا، غير أني لا أستطيع أن أنام وأصحو بشكل منتظم، بل لا يأتيني النوم وإذا نمت لا أستطيع أن أصحو بنشاط، وإذا استيقظت فإني لا أتحرك.

لا أخرج من البيت بسبب الخمول والسأم، وصد الشيطان عن الصلاة، وعن مقابلة الناس وعن نفعي لنفسي ولغيري، فما رأيك أن أستخدم سيبرالكس ٤٠ جم يوميا؟ وهل يوجد علاج آخر ينفع معه؟

علما أني لا أستطيع أن أصلي الصلوات في أوقاتها، ولا أستطيع أن أمارس الرياضة ولا حتى المشي، وليس لدي أصدقاء، وأعاني من صداع يشتد أسبوعيا، وعندي اضطراب قولون مستمر.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاكم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: أنا لا أنصح ولا أصف السبرالكس أكثر من عشرين مليجراما في اليوم، أعرف أن بعض الزملاء قد يزيد هذه الجرعة حتى ثلاثين مليجراما، لكن هذا غير محبب، لأن الدواء إذا خرج من طيف السلامة قد تكون له نتائج عكسية.

أنا لا أقول إن الثلاثين مليجراما جرعة سمية، لكن يجب أن تستعمل بمحاذير، وهذا يعني - أخي الكريم - قطعا أن جرعة الأربعين مليجراما ليست جرعة صحيحة، وليست جرعة سليمة، وأرجو ألا تتناولها.

الجرعات الكبيرة مثل أربعين مليجراما - أو حتى في بعض الأحيان ثلاثين مليجراما - ربما تؤدي إلى ما يعرف بمتلازمة السيروتونين، وهي حالة نفسوجسدية، يحس فيها الإنسان بالتعب والإجهاد وآلام جسدية وربما تعرق.

أنا أرى أنه من الأفضل - أخي الكريم - أن تراجع الطبيب، والذي أراه هو أن تخفض جرعة السبرالكس، لا ترفعها، إنما جرعة العشرين مليجراما قد تكون هي الجرعة الأنسب، ويمكن أن يضاف لها مضادا آخر للاكتئاب، يحسن النوم، ويحسن الدافعية، عقار مثل (ميرتازبين) مثلا، والذي يسمى تجاريا (ريمارون) بجرعة 15 مليجراما - أي نصف حبة - ليلا سوف يفيدك كثيرا، وتتناول السبرالكس عشرين مليجراما في الصباح. السبرالكس في بعض الأحيان أيضا قد يزيد من درجة اليقظة عند الإنسان.

أخي الكريم: أنت تحتاج لأن تحسن من دافعيتك، الإنسان الذي لا يصلي لا خير فيه، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، ولا تجعل للشيطان سبيلا عليك بأن تقول لا أستطيع، كما نأكل وكما نشرب وكما نقضي حاجتنا فيمكن أن نصلي وتكون الصلاة هي الشاغل الأكبر وقرة العين في حياتنا، (أرحنا بها يا بلال)، (جعلت قرة عيني في الصلاة)، الأمر كله مرتبط بشيء من التهاون، ولا نحمل الشيطان كل المسؤولية، الله تعالى حبانا بنعمة العقل.

أخي الكريم: أقدم على الصلاة وحافظ عليها، وأكثر من الاستغفار، وأكثر من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الأمور تفرج الكرب. افتح لنفسك باب الخير هذا أخي الكريم.

أخي الكريم: الإنسان إذا رفع من درجة فقهه ومعرفته الدينية يتفهم معنى الصلاة أكثر، ويتفهم الخشوع فيها والتدبر فيها، فجالس العلماء، جالس إمام مسجدك، اقرأ، اطلع، هذا - يا أخي -مهم جدا.

أريدك وأرجوك أن تمارس الرياضة، الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، الرياضة تبعث طاقات جسدية في جسد الإنسان وفي نفسه، الرياضة تحسن النوم، الرياضة تفرز مواد مفيدة للجسم وللمخ، الرياضة ذكرت في القرآن الكريم بقولهم: {إنا ذهبنا نستبق}، فلا تحرم نفسك من هذا الخير، أخي الكريم.

أرجو - أخي الكريم - أن تتواصل اجتماعيا، التواصل الاجتماعي الإيجابي -خاصة حين يتعلق بالواجبات الاجتماعية، كالمشاركة في الأفراح والأعراس والمشي في الجنائز وزيارة المرضى وصلة الرحم - فيها علاج نفسي عظيم جدا، فاحرص على ذلك.

أنت ذكرت أنه ليس لديك أصدقاء: لماذا لا يكون لديك أصدقاء؟ تجد الأصدقاء من الصالحين في المساجد، في قاعات الدراسة، فالإنسان يحتاج لبناء نسيج اجتماعي، فاحرص على ذلك.

أعراض الصداع وخلافه وأعراض القولون هي أعراض نفسوجسدية، ناتجة من افتقادك للكفاءة النفسية التي تجعلك تتحرك وتمارس الرياضة وتنظم وقتك.

فاحرص على ما ذكرته لك، وراجع طبيبك، ولا ترفع جرعة السبرالكس للرجعة التي ذكرتها، بل أرى تخفيضه هو الأفضل والأحسن والأسلم والأنفع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات