لا أشعر بالأشياء من حولي، ما تفسيركم لحالتي؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، أرجو من الأطباء في موقع إسلام ويب أن يجدوا لي حلا، فأنا أخاف أن تستمر حياتي على هذا النحو، أبكي دائما على حالي، ولا أدري إلى أين أذهب، أو ماذا أفعل؟

مشكلتي –حسب ما قرأت– أنني أعاني من مزيج من اضطراب الأنية واضطراب الفكر، وأشعر بضعف في الإدراك والاستيعاب، وأفتقد الإحساس الحقيقي بنفسي، وأحيانا أشعر وكأنني أرى أمي وأبي وأخي لأول مرة، وكذلك الأشياء من حولي، وعندما أجلس مع أحد ونتحدث، ثم أنظر إليه بعد قليل، أستغرب شكله، وكأنني أراه للمرة الأولى، وهذا الشعور غريب ومخيف.

أحيانا أحرك يدي دون أن أدرك كيف تحركت، وأتحدث دون أن أستوعب معنى الكلام الذي أقوله، بدأت أواجه صعوبة في قراءة الحروف، وأعاني أحيانا من ازدواجية في الرؤية، وأشعر بأن هناك خللا في تفاعل وظائف جسمي مع بعضها البعض، فلم تعد الأمور تسير بسهولة كما في السابق، وأصبحت أقوم بكل شيء بصعوبة، كما أنني أعاني من مشاكل في الذاكرة، وأنسى الأمور بسرعة.

المشكلة أنني لا أعلم تحديدا ما الذي أعاني منه، فهناك أعراض تظهر ثم تختفي، ومشاعر كثيرة ومتداخلة يصعب علي فهمها.

بدأت حالتي تتحسن عندما بدأت أمارس الرياضة، وابتعدت عن الأمور التي تسبب لي التوتر، كما بدأت أنتظم في الصلاة والنوم، ومع ذلك لم أتناول أي دواء حتى الآن.

أنا بحاجة إلى دليل يرشدني لحالتي، وأتمنى أن أجد من يخبرني ماذا يجب أن أفعل، فهل من الضروري أن أراجع طبيبا نفسيا؟ وما العلاج المناسب لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس بالسهولة بمكان أن يشخص المرء نفسه، حتى ولو كان طبيبا، ولذلك دائما ننصح الشخص بأن يلجأ إلى طبيب ليتم تشخيصه، وبعد أن يتضح التشخيص، لا غضاضة من أن يقرأ الشخص عن مرضه، حتى يساعد نفسه، ويزيد معلوماته عن هذا المرض.

أما عن اضطراب الأنية: فهو طبعا جزء من القلق النفسي، الأعراض الأنية التي ذكرتها، وأهمها طبعا شعور بالغربة الذاتية، أي أن الشخص يحس أنه منفصل عن نفسه، وكأنه هو ينظر إليها من الخارج، وأن الآخرين أيضا أصبحوا غرباء.

هذا هو اضطراب الأنية، وفي كثير من الأحيان يجد الناس صعوبة في تحديد وصفه، وهو -كما ذكرت- جزء من القلق، وإن حدث لوحده يسمى اضطراب الأنية، أي: توجد أعراض الأنية فقط، ولا توجد أعراض أخرى للقلق، ولكن في حالتك هناك أعراض أخرى متمثلة في مشاكل الإدراك والاستيعاب.

الأخ الكريم: الحمد لله أنك بدأت تتحسن بالرياضة، والانتظام في الصلاة، وكل هذه الأشياء مفيدة جدا في علاج اضطراب الأنية والقلق، ونؤكد أن اضطراب الأنية ليس له علاج محدد، وننصح المرضى بالتجاهل، وبعد فترة سوف تختفي الأعراض.

إذا كان هناك تأثير من هذه الأعراض على حياتك، وإن كانت تسبب لك ضغطا وتوترا شديدين، فعلاجك عند الطبيب النفسي، فقم بمقابلة طبيب نفسي، إذا كانت هذه الأعراض فعلا تؤثر على حياتك، وتسبب لك إزعاجا وضيقا، فعلاجك هو في مقابلة طبيب نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات