أصلي وأترك أحياناً، كيف أحافظ على صلاتي دائماً؟

0 54

السؤال

السلام عليكم

أنا بنت لي بضع سنين، من قبل ما أبلغ وأنا أتظاهر أني أصلي خوفا من أهلي، وفي كل مرة أقول: أنا أرجع أصلي ولا أترك صلاتي أبدا، وما أحس بنفسي إلا وأنا رجعت لترك صلاتي.

بعد أسبوعين أو ثلاثة جاءتني أفكار أني منافقة، وأن ربي لا يتقبل توبتي، لأنه حسب الذي درسته أن المنافقين لا تقبل توبتهم، والذين هم يتظاهرون بالصلاة.

أريد أن أرجع إلى ربي لكني كلما رجعت أصلي ألقى نفسي تركت الصلاة مرة ثانية! فهل فعلا أنا أعتبر منافقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتوب عليك، والجواب على ما ذكرت.
بداية عليك أن تحمدي الله تعالى على أسرتك المباركة التي تذكرك بالله، وكان عليك أن تشكري لهم ذلك، لأنهم يعينونك في طاعة الله، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

عليك الآن سرعة التوبة إلى الله تعالى من غير تأخير، ولا ينبغي أن يطرأ عليك أن التوبة لن تقبل، بل اعلمي أن الله يقبل توبتك، فالله غفور رحيم، وأحسني الظن بالله تعالى ولا تقطني من رحمته، فإنه يقبل من جاء إليه تائبا منيبا، وعفو الله أعظم من كل الذنوب، قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له).

مهما كانت تلك الذنوب فإن من تاب إلى الله تاب الله عليه، قال تعالى:{والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف: 153].

أما ما حدث لك بعد التوبة من الزعم أنك منافقة بعد أن أصبحت تصلين، فهذا إنما هو من وسوسة الشيطان، لأنه يريد أن يصدك عن الخير وعن الصلاة، وقد أثار في نفسك بأن ما تفعلين من النفاق، وأن المنافق لا تقبل توبته، وهذا غير صحيح مطلقا، بل إن المنافق إذا أراد أن يتوب إلى الله، وكان صادقا في توبته، فإن الله يقبل توبته، قال تعالى "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا * إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولٰئك مع المؤمنين ۖ وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما"[ سورة النساء آية145، 146 ]، بل يقبل الله توبة الكافر إذا أسلم وتاب، قال تعالى" قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين" [ سورة الأنفال اية 38 ].

عليك بالاستعاذة من شر الشيطان، وبادري إلى التوبة والعودة إلى المحافظة على الصلاة.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات