عندي وسواس قهري في النوم..هل الوسواس ممكن أن يتجدد؟

0 68

السؤال

كنت أعاني من الوسواس القهري منذ عمر 16 سنة، وكل مرة أضل 4 شهور معاناة، ويزول لوحده، ولما جاء لي آخر مرة في النوم، وأضل أفكر كيف سأنام؟ وكيف سأفقد وعيي، المهم أخذت سيروكسات 25 وتحسنت عليه جدا، وخفضت الجرعة بعد أربعة شهور 12.5 وإلى أن سحبته عاودني الوسواس مرة أخرى.

قلت للدكتور الذي حصل وكتب لي العلاج نفسه، ومشيت عليه لمدة سنة -الحمد لله- لم أتعب، وخفض الدكتور الجرعة إلى 12.5 ومشيت عليها، ولي نصف سنة، هذه اليومين الوسواس جاء لي، وأنا آخذ السيروكسات 12.5 بطريقة تجعلني لا أستطيع النوم.

كلما يجيء وقت النوم، أحس بحاجة تمنعني من الدخول العميق في النوم مع أن صديقي كان نائما جنبي وقال لي إني كنت أشخر جدا، فكيف أني لم أكن نائما؟

هل الوسواس ممكن أن يتجدد؟ أنا آخذ الدواء منذ سنة ونصف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أنت لم تحدد طبيعة وساوسك، لكن ما دمت قد ذهبت إلى الطبيب، وأكد لك أنك تعاني من وسواس قهري، فهذا جيد، وعلاج الزيروكسات CR من الأدوية الجيدة، لكن الوسواس يجب أن يعالج أيضا سلوكيا واجتماعيا وإسلاميا.

سلوكيا: يعالج الوسواس بتحقير الفكرة وتجاهلها، وعدم الاهتمام بها.
وإسلاميا: يعالج بأن يحرص الإنسان على صلاته، وأن تكثر من الاستغفار، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يكون لك ورد قرآني يومي، وأن تحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم في حالتك، نومك ليس نوما جيدا، وتأتيك هذه الوساوس حين تكون في حالة يقظة أو كنت مقدما على النوم أو في أثناء النوم - كما ذكرت - أي تجعلك تستيقظ وتفكر فيها، هذه تعالج من خلال أذكار النوم والحرص عليها.

أرجو أيضا أن تتناول وجبة طعام العشاء مبكرا، وأن تكون خفيفة، هذا أيضا وجدناه مفيدا.

عليك بممارسة الرياضة، عليك بممارسة تمارين استرخائية، الاجتهاد في دراستك، تنظيم الوقت، بر الوالدين، هذا كله نوع من العلاج المهم جدا، ويجب أن يكون العلاج مستمرا، ليس الاعتماد فقط على العلاج الدوائي.

لا بد أن تتميز في دراستك، وكن شخصا متواصلا من الناحية الاجتماعية، بر الوالدين أمر ضروري، والسعي على أن تكون عضوا فاعلا وفعالا في أسرتك، أيضا هذا يصرف انتباهك عن الوسوسة.

للإجابة على سؤالك الأخير: نعم الوسواس قد يأتي وهو يزداد وينقص، حتى وإن كان الإنسان على العلاج الدوائي، لكن الذي يطبق العلاجات السلوكية التي ذكرناها غالبا لا يأتيه الوسواس، لذا التطبيقات النفسية والسلوكية والاجتماعية والإسلامية مهمة جدا لعلاج الوساوس؛ لأن الإنسان لن يظل يتناول الدواء طوال حياته.

أنا أعتقد أنك يمكن أن ترفع جرعة الزيروكسات الآن إلى خمسة وعشرين مليجراما، وأقصد بذلك زيروكسات CR، تناول هذه الجرعة يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارجع إلى جرعة الـ 12.5 مليجرام يوميا.

الفكرة في أن ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما لمدة شهر هو أن يحدث نوع من الدعم الكيميائي للموصلات العصبية الدماغية، وهذا -إن شاء الله- يجعل أمورك تستقر كما كانت، لكن من المهم أن تحرص على التطبيقات التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات