كيف أستطيع إصلاح نفسي وتفكيري؟

0 55

السؤال

السلام عليكم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، تخرجت (للتو) من الجامعة، وأشعر بالندم الشديد على عدم قدرتي في تحصيل المعدل المطلوب، وكلما أتذكر المعدل أتصور بأني أذاكر بطريقة أفضل من ذي قبل، وأتصور أني لا أضيع وقتي سوى في المذاكرة وهكذا، رغم أني بذلت جهدا شديدا في المذاكرة، ولكن الندم يأكلني، بل إن الندم يقع في أغلب أموري ويجعلني أسرح كثيرا، وأفكر في تصحيح ما فاتني، لدرجة أن أخواتي يلاحظن السرحان علي.

أحاول أن أقنع نفسي بأنها أشياء من الماضي، وأنه قضاء وقدر، وأنه بسبب ما تعرضت له من ضغوط نفسية، ولكن لا أستطيع، فبعد كل هذه السنين أشعر بالضياع الشديد، لأني حاولت مرارا أن أصحح طريقة تفكيري ورؤيتي للأمور بشكل خاص، والحياة بشكل عام، وأن أنقيها بقدر ما أستطيع من الشوائب، ولكن فشلت.

الآن أشعر بالحيرة من أين أبدأ حتى أصلح نفسي وتفكيري، مع العلم أني أعاني من ضعف في الذاكرة وعدم التركيز، وأعاني من وسواس الخوف من المرض منذ 13 سنة، وأعاني من العصبية الشديدة وأحلام اليقظة.

أعتذر على الإطالة، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبارك لك التخرج من الجامعة، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك في ذلك خيرا كثيرا، وينفعك بهذا التخرج في حياتك وأخراك، وأن ينفع بك الناس، وينفعك بما علمك ويزيدك علما.

لا تندمي - أيتها الفاضلة الكريمة - على عدم قدرتك على الحصول على المعدل الذي كنت تتوقين إليه أو تأملين حصوله، فالأمور كثيرا لا تكون بيد الإنسان، وتوقعات الإنسان قد لا تطابق الواقع في كثير من الأحيان.

ما تحصلت عليه اسألي الله تعالى أن يبارك لك فيه وأن ينفعك به، وأنت ما زلت صغيرة في السن ولديك طاقات كثيرة إن شاء الله تعالى، يمكن أن تفكري في التحضير للماجستير أو أي دراسات عليا، أو يمكن أن تدخلي في برنامج أو مشروع لحفظ القرآن الكريم وسنة النبي الأمين، وتجعليه مشروع حياتك.

اسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، كوني متفانية جدا في ترتيب أمور أسرتك، وأن تسعي دائما في بر والديك، هناك أشياء عظيمة جدا يمكن للإنسان أن يقوم بها وتشعره بالرضا.

الرياضة مهمة جدا للقضاء على الطاقات النفسية السلبية، كطاقات الاحتقان والقلق والتوترات وعدم الشعور بالارتياح.

حقري أي فكر وسواسي، ولا تخافي أبدا، عليك بالنوم المبكر والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة، وتلاوة القرآن والذكر والدعاء، هذه هي التي تحسن التركيز.

بالنسبة للعصبية: عبري عن ذاتك، الكتمان والاحتقان النفسي الداخلي يزيد من العصبية والتوتر. أما عن التعبير عن الذات أول بأول، وأن يكون الإنسان متسامحا، ودائما يقدم الخير للآخرين، هذا يزيل العصبية.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، وأسأل الله تعالى لك العافية، وأرجو أن تكوني أكثر قناعة بما قسم الله تعالى لك فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي ونتائجه، والباب أمامك -إن شاء الله- على مصراعيه مفتوح، الولوج والدخول منه للمزيد من العلم، وأحسن من قال: (لا يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإن ظن أنه عالم فقد جهل).

أسأل الله لك المزيد من الحصول على الدراسات والشهادات العلمية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات