أعاني من نوبات هلع وقلق.. لا أعرف من ماذا!

0 46

السؤال

السلام عليكم.

كنت متفوقا بالثانوية -والحمد لله-, درست بتلك المرحلة بجد كبير وحصلت على معدل عال، ودخلت كلية الطب، وصار ذلك التفوق كسلا وإهمالا، مع أنني كنت أحاول جهدي على الأقل أن أنجح ولو على الحافة فقط، لكني لم أستطع وكنت أعيد السنوات حتى وصلت للسنة الثالثة، وغيرت تخصصي إلى هندسة برمجيات, كنت أعاني وأنا في كلية الطب من التعب المزمن، لا أعرف لماذا حتى أنني راجعت عدة أطباء، منهم أطباء نفسيين ووصفوا لي دواء نفسيا، ارتحت عليه، ولكن أدائي لم يتحسن مع ذلك، كنت أعاني من نوبات هلع وقلق، لا أعرف من ماذا!

انقطعت عن الدراسة مدة سنة تقريبا، وانتقلت إلى هندسة البرمجيات كوني هاو للكمبيوتر وبرامجه، وفي هندسة البرمجيات كانت الأعراض أخف بكثير لكنها موجودة، ولكن لازلت أعاني من التعب، حيث طردت من عملي مرتين؛ ولأني حائر من ماذا أعاني! أنا حقا تعبان واحترت من أمري!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائما الدراسة الجامعية ليست كالدراسة في المرحلة الثانوية، فبعض الطلاب يكونون متفوقون في المرحلة الثانوية، وعندما يلتحقون بالجامعة يجدون صعوبة شديدة.

الدراسة الجامعية بصورة عامة، ودراسة الطب بصورة خاصة تحتاج إلى مجهود ومثابرة، ولا تعتمد على الذكاء فقط وحضور المحاضرات، والذين في الثانوية يعتمدون فقط على الحصة وشرح المعلم، دائما يجدون صعوبة كبيرة في الدراسة الجامعية - كما ذكرت - وفي الطب خاصة؛ لأنها تحتاج إلى مثابرة ومتابعة من الطالب نفسه.

وبعض الطلاب أيضا الذين يعانون من القلق والتوتر بصورة عامة كجزء من شخصياتهم يجدون صعوبة كبيرة في الدراسة الجامعية أيضا لمتطلباتها المتزايدة - كما ذكرت - وبالذات الطب، وهذا واضح - أخي الكريم - عندما غيرت وانتقلت من الطب إلى هندسة البرمجيات تحسنت وتفوقت، وخلصت الجامعة.

ولكن يبدو أن هناك شيئا معك، الفتور المستمر، قد يكون أعراض مرض مثل الاكتئاب، وقد يكون جزءا مما يسمى بمتلازمة الإعياء الدائم، هناك أشخاص يحسون بالتعب على طول ودائما لا تجد عندهم أي مرض، بالرغم من الفحوصات الكثيرة التي تجرى لهم، ولا يعانون من اكتئاب نفسي.

فيا أخي الكريم: يجب عليك الآن أن تعرض نفسك على طبيب نفسي في الأول - مرة أخرى - ليقوم بتحليل الحالة من تاريخ مرضي إلى كشف عقلي، حتى يصل إلى التشخيص المناسب، لأنه أثر على حياتك الآن، ولم تستطع أن تستمر في العمل، فلابد من الوصول إلى التشخيص ومتابعة العلاج حتى تختفي أعراض هذا التعب الدائم وتعود لممارسة حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات