والدي يعاني من جلطات متعددة، ثم أصيب بمرض الرعاش إثر علاج الريدون.

0 67

السؤال

السلام عليكم.

والدي عمره 59 سنة، ومتقاعد، لديه جلطة سابقة بالمخ وتجاوزها -ولله الحمد-، ثم كان هناك احتمال إصابته بجلطة أخرى بالقلب وتعداها بالأدوية ولم تصبه، ولديه اكتئاب مزمن، ووصف لي الطبيب النفسي بعيادة خاصة دواء ريدون، وعندما لم يستجب له كثيرا طلب مني الزيادة في الجرعة كل أسبوع إلى أن وصلت لـ 4 حبات في اليوم، وحبة سبرالكس، وظهرت على والدي أعراض فقدان الاتزان، وسيلان اللعاب، وعند ذهابه للمستشفى قالوا بأنها احتمال جلطة أخرى بالمخ، وعندما قاموا بأشعة الرنين المغناطيسي ظهر أن لديه مرض الرعاش، وأوقفوا جمع أدويته، ومن ضمنها ريدون، هل علاج الريدون السبب بالكمية المعطاة لوالدي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء.

عقار (ريدون) يسمى علميا (رزبريادون)، وهذا الدواء دواء مفيد جدا لعلاج الأمراض الذهانية، والدواء يأتي في عبوة واحد مليجرام واثنين مليجرام وثلاثة مليجرام وأربعة مليجرام، في منطقتنا الشائع وجود الدواء بجرعة اثنين مليجرام وأربعة مليجرام.

أنت ذكرت أن الوالد - حفظه الله - رفع الطبيب جرعة الدواء إلى أربعة حبات في اليوم، هذه قطعا جرعة كبيرة إذا كانت مثلا الحبة تحتوي على اثنين أو ثلاثة أو أربعة مليجرام، لكن إذا كانت الحبة في جرعة واحد مليجرام فتعتبر الجرعة - أي أربع حبات - جرعة وسطية.

الرزبريادون - أو الريدون - له آثار جانبية، منها أنه فعلا قد يعطي أعراض مرض الشلل الرعاشي، ومنها كثرة اللعاب وسيولته، والتخشب، والرجفة، وفي بعض الأحيان صعوبة النطق والكلام، وأحيانا أيضا الدواء يؤدي إلى نوع من التململ الحركي، بمعنى أن الشخص الذي يتناول هذا الدواء لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد، فهو دواء ممتاز ومفيد، لكن قد يسبب آثارا جانبية من النوع الذي ذكرته، وهذا أيضا يعتمد على الجرعة كبيرة كانت أو صغيرة.

الأطباء ذكروا لكم أن الوالد يعاني من مرض الرعاش، السؤال الذي يجب أن تتم إجابته الآن: هل الرعاش الذي يسببه عقار ريدون؟ هذا معروف لدينا كأطباء، وهو مؤقت، وإذا كان هنالك حاجة للدواء - أي الريدون - نحن لا نوقفه، لكن نعطي أدوية تعالج الرجفة، وتعالج كثرة اللعاب، وتعالج التخشب، وتعالج التململ الحركي، هذه كلها موجودة. فهذا السؤال يجب أن تتم الإجابة عليه.

أم أن الوالد لديه مرض الشلل الرعاشي المعروف والذي ليس سببه الدواء؟ لأن طرق العلاج مختلفة تماما، وهذه إن شاء الله يحددها الطبيب، وفقدان الاتزان قطعا هو أحد الآثار الجانبية التي تنشأ أيضا من عقار ريدون، وذلك حسب الجرعة.

فإذا دعوا الطبيب - طبيب الأعصاب - والطبيب الذي بدأ في وصف الريدون أيضا يجب أن يستشار لتحديد نوعية الرعاش أو الباركنسون الذي يعاني منه الوالد، هل هو ناتج من الدواء؟ أم الدواء ليس سببا فيه؟

وبالنسبة للحالة العامة للوالد: أعتقد يجب أن يكون هنالك تحوطات وحذر ألا تأتيه جلطة أخرى، يجب أن ننظر في عوامل الخطر أو المخاطرة التي يعاني منها الوالد، هل لديه سكر؟ هل هناك ضغط؟ هل هناك سمنة؟ هل كان مدخنا؟ ... وهذه العوامل معروفة أنها هي التي تؤدي إلى الجلطات، ولذا إذا كان مثلا مصابا بمرض السكر يجب أن يعالج على أسس صحيحة، وهكذا بالنسبة للسمنة وارتفاع الضغط، وكذلك الكولسترول والدهنيات الثلاثية إذا كانت مرتفعة لديه.

فإذا التحوط من أجل عدم حصول جلطة أخرى، والأمر الآخر هو: مراجعة الطبيب فيما يتعلق بعقار ريدون، وهو بالفعل يسبب الرعاش.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات