تغير حال وتصرفات جدتي بعد كسر ساقها، فكيف التعامل معها؟

0 73

السؤال

السلام عليكم.

هذه الاستشارة متعلقة بجدتي، عمرها 82 سنة، وقبل ستة أشهر أصيبت بكسر في ساقها الأيسر، ورقدت في السرير لمدة شهرين، وهي بكامل صحتها العقلية.

بعدها شفيت لكنها لم تستطع أن تمشي ولو لخطوات بسيطة، بتصوري أنها خافت من النهوض.

أصبحت لا تنام لمدة شهرين، وبين كل فترة تصيح بأعلى صوتها وتنادي كل من هم بالبيت، وتسأل عن أشياء لا وجود لها، وتكرر نفس السؤال مرارا وتكرارا، واختلت أوقات الليل والنهار لديها، بحيث تسأل وتطلب أشياء في الليل موجودة في النهار وبالعكس.

هي قليلة النوم ومتعبة، وتعب كل من يراعيها وأصيبوا بحالات نفسية.

بما أني صيدلي وحسب ثقافتي الطبية هي مصابة بالهلوسة والخرف. أرشدوني كيف من الممكن معالجتها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Shakhawan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعرف تماما أنه عند بعض كبار السن: الأحداث الحياتية التي تتعلق بأجسادهم – كالإصابة بالكسور أو إجراء عمليات أو التعرض للتخدير – قد تؤثر على مقدراتهم العقلية، هذا معروف ومثبت، وهذه الوالدة – شفاها وعافاها الله – بالفعل لديها بوادر خرف، ولديها كدر وتضجر، وهي مؤشرات للاكتئاب النفسي.

أنا أعتقد أنها محتاجة أن تعرض على طبيب نفسي، أن تجرى لها بعض الفحوصات الطبية، ربما تحتاج لصورة مقطعية للدماغ لنعرف مستوى أي ضمور في الدماغ إن وجد.

والحالات هذه يمكن مساعدتها بصورة ممتازة، توجد أدوية تحسن المزاج، وتزيل القلق والتوتر، وفي ذات الوقت هنالك أدوية أيضا قد تحسن الذاكرة، أو على الأقل تمنع التدهور، من هذه الأدوية عقار (إيبكسيا Epixa)، وعقار (اريسيبت Aricept)، وهي أدوية معروفة، وساعدت الكثير من الناس.

أيضا موضوع الصحة العامة للوالدة يجب أن يكون محط اهتمامنا، أن نعرف مستوى الدم لديها، هل لديها فقر في الدم؟ مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د)، مستوى فيتامين (ب12)؛ لأن هذه المكونات حساسة جدا في مثل عمرها، وأي نقص أو اضطراب قد يؤدي أيضا للمزيد من التدهور في مقدراتها المعرفية.

ومن الأشياء التي قد تؤدي إلى اضطراب كبير في الذاكرة والإصابة بالهذيان عند كبار السن هو الإمساك، أمر بسيط جدا لكن قد لا يأتي لانتباه الأسرة، فأرجو أن نتأكد أن الوالدة ليس لديها إمساك، وإن وجد يجب أن يعالج، والذهاب بها إلى الطبيب وإجراء الفحوصات التي تحدثنا عنها، أراه أمرا ضروريا، وهذه الفحوصات حتى الطبيب النفسي يمكن أن يقوم بإجرائها، وقطعا أن تعطى دواء مناسبا سوف يساعدها كثيرا، وعليكم الاهتمام بها ورعايتها، وإن شاء الله تعالى هذا في ميزان حسناتكم.

بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات