بسبب الغربة أشعر بالوحدة والخوف والكسل، فما الحل؟

0 56

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.

أنا تزوجت حديثا، زوجي مغترب في السعودية، وسافرت له منذ بضعة أيام فقط، وشعرت كأني صدمت فجأة بالبعد عن أهلي وأصحابي وحياتي التي اعتدت عليها، وبدأت ضربات قلبي تزداد، وأشعر بخوف ولا أعرف سببه، ومررت بوقت صعب جدا، كنت أشعر أني سأموت، فحياتي تبدلت، وبعدت عن أمي.

المكان الذي أنا فيه به قليل من الناس، ولا أعرف الجيران ولا أعرف مكانا لأحضر محاضرات أو دروس قرآن، وزوجي سأل ولم يجد مكانا قريبا لنا، ولا أخرج من المنزل إلا قليلا بسبب عمل زوجي الذي يأخذ معظم الوقت، أشعر بالوحدة، وكل ما أتذكر أني قد أبقى هكذا فترة طويلة ولا أرى أمي، أيضا يزداد تعبي وخوفي، ولا أعرف ماذا أفعل.

أخذت سيروكسات 25 منذ ثلاثة أيام، ولكني ما زلت مريضة، وحالتي سيئة، أبكي كثيرا وحدي، وأجلس صامتة، وأنا أصلا اجتماعية جدا، ولا أتناول الطعام بانتظام، فأصبحت قليلة الأكل، وليس عندي طاقة، عندما أستيقظ أبقى ساعات لا أنهض، أشعر وكأني لا يوجد لدي طاقة للنهوض وعمل شيء.

انصحوني الله يبارك لكم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: الذي حدث لك نسميه بعدم القدرة على التكيف، أي عدم القدرة على التواؤم مع وضع جديد، فأنت انتقلت من بيئة إلى بيئة، من بيت إلى بيت، وكما تفضلت كانت حياتك تشوبها الأنشطة الاجتماعية المتعددة بين الأهل والأصدقاء وخلافه، ثم وجدت نفسك في مكان الناس مشغولة، كل في حاله، الزوج يخرج لساعات طويلة، وهذا واقع موجود ويعيشه كثير من الناس، وكثير من الزوجات.

أنت لا تحتاجين إلى علاج دوائي، أو علاجك ليس في الأدوية، أنت يجب أن تراجعي نفسك فكريا ومعرفيا، وأن تعرفي أن زوجك يكافح من أجلكم، ويجب ألا تكون مصدر إشغال له، يجب ألا تبدي له القلق أو التوتر أو الانعزال، وهذا قد يشككه، أي هذا الانعزال وهذا التوتر الذي يحدث لك ونوبات الهلع والهرع التي تحدثت عنها قد تشكك زوجك في أنك غير مرتاحة للزواج أصلا.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان لديه قدرة أن يتواءم وأن يتكيف مع أي وضع، والوضع الذي أنت فيه الآن وضع سليم، أنت الحمد لله متزوجة حديثا، مع زوجك، وحتى وإن كانت ساعات عمله طويلة إلا أن ذلك يجب أن تقدريه تماما، وفي إجازة الأسبوع أو يوم الجمعة مثلا إذا كان ليس له عمل، تخرجا وتستأنسا هنا وهناك، وفي ذات الوقت أنت مطالبة بحسن إدارة وقتك حسب ما هو متاح.

أولا: أنصحك بشيء مهم جدا وهو تجنب النوم بالنهار، في مثل سنك النوم بالنهار يسبب الكثير من الخمول والشعور بالكدر وعسر المزاج، إنما النوم المبكر بالليل بقدر المستطاع هو السليم.

الأمر الآخر: هنالك أشياء كثيرة جدا يمكن أن تقومي بفعلها وعملها وتطبيقها، حتى وإن لم تجدي مثلا وسيلة لمراكز تحفيظ القرآن يمكن من خلال الكمبيوتر، من خلال الإنترنت، استمعي للدروس القيمة التي يقدمها الشيخ الدكتور (أيمن راشد سويد) وغيره من العلماء، محطات وإذاعات القرآن الكريم، هنالك العديد من الجروبات - وأنا أعرف ذلك جيدا - التي تقوم بإعطاء دروس تحفيظ على التليفون وخلافه. فإذا الوسائل كثيرة جدا.

قبل ذلك يجب أن يكون تفكيرك تفكيرا إيجابيا، هذا مهم جدا، وأنصحك بأن تطبقي أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، أو يمكن إحضار أي معدات رياضية في البيت إذا كان ذلك ممكنا وفي حدود إمكانياتكم لتستفيدي منها، اقرئي واطلعي. فإذا يجب أن تدركي إدراكا تاما أنه من الواجب أن تتوائمي مع وضعك، فأنت بخير، وأنت مع زوجك، والذي تعتبرينه نوعا من العزلة والانعزال مغبون فيه كثير من الناس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، نعم الحيز الجغرافي قد يكون أمامك ضيقا، لكن الحيز المعنوي متسع جدا، والحيز الفكري متسع جدا، وحيز الدين وتعلمه متسع جدا، والانشغال بما هو مفيد متسع جدا.

هذا هو الذي أنصحك به، وبالنسبة للزيروكسات فأنا حقيقة لا أنصحك أبدا أن تتناولي زيروكسات CR بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، هذه جرعة كبيرة جدا، وأنت لست في حاجة لها، وعلاجك ليس دوائيا.

انقصي الجرعة واجعليها 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات