سنوات وأنا حبيسة البيت والصمت، فما العلاج؟

0 55

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية: أشكر إدارة الموقع على هذه المبادرة الطيبة، حقيقة ساعدني الموقع كثيرا.

وجدت نفسي حاليا يائسة تماما من علاج نفسي، حتى أفكر أن أنتحر، لذا قررت إرسال سؤالي إليكم.

منذ سنوات وأنا حبيسة المنزل، ولا أختلط بأحد، ولا أجيد التحدث مع أحد، فحتى إذا جاء ضيوف للبيت أبقى صامتة لا أتحدث معهم بأي موضوع، في الآونة الأخيرة ساءت حالتي أكثر، بدأت أكره الخروج من البيت ولو لشيء ضروري، ولا أستطيع منع نفسي من حبسها في البيت، بدأت أفكر بجدية أن أنتحر، حتى أتخلص من الشعور المؤلم الذي يغلف داخلي ولا أستطيع البوح به لأحد غير الله سبحانه وتعالى، فما الحل ؟ وما العلاج لحالتي؟

عذرا على الإطالة، وشكرا جزيلا لكم مجددا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوني عليك – أختي الكريمة – وهناك دائما حل وأمل لكثير من المشاكل التي نعانيها أو الأمراض التي نعانيها الآن، هناك أدوية وعلاج لها.

ويا أختي الكريمة: لم تفصحي عن أشياء كثيرة، فقط ركزت على الإحساس بالانتحار والتفكير فيه وعدم الخروج من المنزل، لم تذكري هل هناك مشكلة معينة واجهتك في الفترة الأخيرة؟ هل هناك وضع ما يزعجك؟

على أي حال: الانتحار طبعا في كثير من الأحيان قد يكون عرضا من أعراض الاكتئاب النفسي، وهنا علاجه سهل – أختي الكريمة – وهو بعلاج الاكتئاب النفسي، فبمعالجة الاكتئاب النفسي تزول هذه الأفكار الانتحارية، ويرجع للشخص أمله في الحياة، ويستعيد نشاطه وحيويته.

فيا أختي الكريمة: هوني عليك، أرى أن تحاولي أن تقابلي طبيبا نفسيا؛ لأنك لم تذكري أشياء كثيرة في هذه الاستشارة، قد يتوصل الطبيب النفسي من خلال اللقاء المباشر لمعرفتها، ويقوم بكشف الحالة العقلية عن طريق المقابلة المباشرة، فهوني عليك – أختي الكريمة – ولا بد أن تقابلي الطبيب النفسي ليخرجك من هذه الحالة التي أنت فيها، وأريد أن أطمئنك بأن هناك حل وعلاج وأمل لما تعانين منه.

وفقك الله وسدد خطاك.
----------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عبدالعزيز أحمد عمر -استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-،
وتليها إجابة: د. عقيل المقطري -مستشار الشؤون الأسرية-.
-----------------------------------------------

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

- الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ووصف العلاج لأي داء لا بد من تشخيصه، والجواب على أي استشارة لا بد أن تكون بينة ومفصلة، وبدون ذلك لا يستطيع المستشار أن يجيب إجابة مباشرة.

- ما يجده الإنسان من ضنك وضيق في صدره قد يكون مرده إلى بعده عن الله سبحانه، يقول تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ ).

- قد تتسبب ذنوب العبد في بلايا للإنسان وهو لا يدري أن ذنوبه هي السبب، يقول تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).

- ينبغي أن تتركي الاعتزال، وأن تعيشي مع أسرتك، وتكسبي صديقات صالحات، فذلك سيعينك على الخروج مما أنت فيه، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

- الرسائل السلبية لها أثر سيئ على النفس؛ لأن العقل يستقبل تلك الرسائل ومن ثم يرسل الرسائل إلى الأعضاء للعمل بموجبها فقولك: إنك وجدت نفسك يائسة تماما من العلاج تعد من الرسائل السلبية، بل تستطيعين معالجة نفسك وبيسر وسهولة إن اتبعت ما ذكرت وسأذكر لك من الموجهات.

- من القواعد الهامة هنا: أن التغيير بيدك وليس بيد غيرك، كما قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتىٰ يغيروا ما بأنفسهم).

- توكلي على الله واستعيني به ولا تعجزي ولا تسوفي، واعلمي من توكل على الله كفاه ومن استعان به أعانه.

- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسليه أن يشفيك ويعافيك ويعينك على الخروج مما أنت فيه.

- وثقي صلتك بالله يوما بعد يوم واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال تنوع الأعمال الصالحة، فالإيمان والعمل الصالح هما اللذان يجلبان للإنسان السعادة، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

- أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

- الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

- ارقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن الكريم والأدعية المأثورة، واجعلي لسانك رطبا بذكر الله سبحانه، وستجدين حياتك تغيرت -بإذن الله تعالى-.

- الانتحار محرم شرعا، وقاتل نفسه في النار -والعياذ بالله-، وهو انتقال من عذاب هين إلى عذاب لا طاقة لك به، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم كلما جاءتك هذه الفكرة الشيطانية، لأن الشيطان يريد أن يكثر من أتباعه في النار، قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ۚ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات