أعاني من عدم التركيز والقلق عند التحدث.

0 41

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، تخرجت من الجامعة قبل سنتين، والحمد لله حصلت على وظيفة، لكن بعمل روتيني بعيد عن تخصصي، أشعر بأن ثقتي بنفسي تتراجع، وبالأخص لأنني لا أشعر أني أتقدم وأتطور، ووجود مشاكل مع المدراء والموظفين.

لا أركز أثناء الحديث مع الآخرين، وأتشتت، ولم أكن هكذا في الجامعة، ولم أكن أشعر بالخجل الذي أشعر به الآن، وأحس بأنني أنقص عن الآخرين حتى عند الحديث مع مجموعة، أتردد وأنسحب من النقاش بالرغم من أنني بعد التخرج كنت عند مقابلة الوظيفة أتحدث بشكل جيد، أما الآن بأبسط نقاش أتردد إذا كنت في مجموعة، وإذا تحدثت تزداد نبضات قلبي، وأحس بارتفاع حرارتي، وكنت قد قرأت كتبا في تطوير الذات والقضاء على الخجل والإرهاب، وشعرت بازدياد المشكلة بعد قراءتها، وكل مشكلة أتخيل أنها ستحصل معي.

أحيانا أتناول دواء اندريكان 10ملغ عند اضطراري لمواجهة مجموعة؛ فأشعر بالراحة، ولكن لا أشارك كثيرا في النقاش.

أيضا بدأت بدراسة الماجستير مؤخرا، ولكن يقلقني وجود المناقشات والعروض التوضيحية لمشاريع علي أن أقوم بتأديتها أمام مجموعة من الطلاب في نهاية الفصل وباللغة الإنجليزية التي أنا متمكن منها، لكن عند محاولة الحديث بها مع أي شخص أشعر بالحرج الشديد، وأركز على اللفظ، وأنسى موضوع الكلام، وأشك أحيانا في نفسي أنها مشكلة قديمة، وأنا كنت أتبع أسلوب التجنب.

أرجو إبداء نصيحتكم بإسهاب، لأني سأقوم بتطبيقها حرفيا وأخذ الأدوية اللازمة إن شاء الله.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثير من الناس الآن بعد خروجهم من الجامعة يعملون في وظائف غير الأشياء التي درسوها وتخصصوا فيها، ولكن مع مرور الوقت يتفوقون فيما يعملون، وفي المجال الذي يمارسونه بعد الخبرة العملية، وينجحون نجاحا باهرا. فلا يجب أن تفكر في هذا الموضوع بطريقة سلبية أخي الكريم.

أما الأشياء الأخرى التي تعاني منها وهي: الرهاب الاجتماعي، فطبعا هذا يؤثر في العمل نفسه – كما ذكرت – ويؤثر الآن في موضوع دراسة الماجستير؛ ولذلك عليك علاجه – أخي الكريم – وعلاجه هو إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا سلوكيا، ويفضل الجمع بين الاثنين معا، ومن الأدوية الفعالة – أخي الكريم – والتي قد تناسب وضعك وأنت في العمل هو علاج الـ (زولفت/سيرترالين)، خمسين مليجراما، ابدأ بنصف حبة ليلا – أي خمسة وعشرين مليجراما – لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار عليه لمدة لا تقل عن ستة أسابيع حتى تظهر فوائده، فإن ظهرت فوائده وأعطاك نتائج وخف عندك الإحساس بالقلق والتوتر في المواقف التي تتطلب ذلك – وبالذات في التحدث أمام الطلاب الآخرين – فيجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وإذا كان هناك تحسن جزئي فيمكنك زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما بعد شهرين، ثم بعد أسبوعين إلى مائة مليجرام، وتستمر عليها بعد ذلك – إذا زالت الأعراض – أيضا لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف تماما.

وكما ذكرت – أخي الكريم – لو استطعت التواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي مع تناول الدواء فهذا يكون أفضل، حتى يختفي هذا الرهاب الاجتماعي، وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات