التصالح الأسري والتراحم كيف يتم؟

0 57

السؤال

السلام عليكم

زوجة أخي الصغير دائما تغرس في بناتها كراهية بنت عمهم الوحيدة، وزوجة عمهم أيضا؛ هذا بسبب مشاكل بينها، وبين (سليفتها).

البنات الثلاثة عمرهم من 7 إلى 11 سنة، كيف أجعل البنات يحب بعضهم بعضا، وأجمع بين قلوبهم؟

كلهم يعيشون فى بيت واحد لكن كل واحدة فى شقتها، كيف أعمل تقاربا بين السليفتين؟

إخواني علاقتهم عادية مع بعضهم، أخي الكبير يتمنى أن تتصافى النفوس، لكن الصغيرغير مهتم بذلك، بل يريد بقاء الأمر على ما هو عليه، ويمكن أن يكون له دور أساسى فيما يحدث.

وشكرا لمجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ باكينام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد :

إن المشاكل العائلية تحل بالتفاهم، والحوار الهادىء مع الصبر والتغافر بين الأقارب، ويمكنك المساهمة في حل الخلاف بينهم عن طريق جمعهم في لقاء ودي، وبيان أهمية تصفية النفوس، وإصلاح ذات البين، وتشجيعهم على أن يسامحوا بعضهم بعضا، وأن يفتحوا صفحة جديدة في علاقاتهم، وينسوا الماضي.

كما يمنكك تهيئة النفوس، قبل اللقاء باستخدام رسائل التواصل الاجتماعي لكل الأطراف، وتذكري فيها نصائح، وتذكير بآيات وأحاديث الأمر بالصلح، والتسامح، وحسن العلاقة، وأجر من فعل ذلك، وإثم الاستمرارعلى القطيعة، ونحوها من النصائح التي تهيىء النفوس للصلح، والتواصل مثل قول الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات:10]، وقوله تعالى: { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } [المائدة:54]، وقوله تعالى :﴿فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم﴾[محمد: 22]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعو وكونوا عباد الله إخوانا،ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) متفق عليه، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس،فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) وغيرها من الأحاديث.

كما يجوز لك أن تستخدمي المدح، والثناء على لسان بعض الأخوات لبعض، ولو لم يقلن ذلك على سبيل الصلح، وتهيئة النفوس له، فهذا جائز شرعا للصلح، قال رسول صلى الله عليه وسلم:(ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيرا وينمي خيرا).

فمثلا تذهبين إلى إحدى المتخاصمات، وتقولين لها أن فلانة تثني عليك، وتمدحك، وتذكرك بالخير....إلخ، ثم تعودين إلى الأخرى، فتقولين لها نفس الكلام، وستجدين أن كلا منهن ستغير موقفها نحو الأخرى إلى الأفضل، ثم بعد ذلك يمكن إتمام الصلح، واللقاء والتسامح والتغافر.

وإذا صلحت أحوال الكبار، فإن البنات الصغار سوف تتحسن علاقتهن تبعا لذلك، ولا شك أن لك أجرا عظيما على هذا العمل عند الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات