ما الفرق بين الأرق والقلق والتوتر؟

0 37

السؤال

السلام عليكم .

مليون شكر وتحية خالصة من القلب إلى موقعكم الرائع، إسلام ويب، ربنا يجزيكم خيرا، لما تقدمونه في خدمة الإنسان، ومن الرقي الراقي من حيث المعلومات القيمة، بارك الله فيكم جميعا.

كما أشكر الدكتور محمد عبد العليم شكرا خاصا جدا من القلب إلى إنسان حساس بالناس، ويحاول مساعدتهم في مشاكلهم، بشكل علمي ودقيق، بارك الله فيك، وجزاك الله عنا كل خير، وألف تحية لك.

لي عدة أسئلة تتلخص في التالي، وآسف جدا على كثرة الأسئلة.

- ما هي جرعة ترازدون العلاجية في القلق والتوتر؟ بمعنى بداية الجرعة ثم رفع الجرعة للجرعة العلاجية، والمدة المطلوبة للعلاج، بشكل كاف، ثم تخفيض الجرعة إن كان يوجد تخفيض تدريجي لهذا العلاج.

- ما الفرق بين الأرق والقلق والتوتر؟ وهل من الممكن أن يصاب الإنسان بواحد فقط منهم، ولا يوجد ارتباط وثيق بينهم؟

- عندنا في مصر علاج باسم تجاري (تريتيكو) والمادة الفعالة هي ترازودون هيدروكلوريد، هل هي نفس المادة الفعالة ترازيدون؟ خصوصا أنه يوجد في علاج تريتيكو نفس الاسم، ولكن فيها زيادة هيدروكلوريد.

ونشكر لك جدا سعة صدرك والإجابة.

بارك الله فيكم جميعا، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي الكريم – وأحييك باسم الشبكة الإسلامية والإخوة العاملين بها، وجزاك الله خيرا أنك قد أحسنت الظن بنا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، تحياتي القلبية مع الشكر والتقدير لشخصك الكريم.

أخي الفاضل: الترازيدون من الأدوية القديمة نسبيا، لكنه الآن – وعلى وجه التحديد وخلاف السنوات الخمسة الأخيرة – أصبح هنالك اهتمام كبير به؛ لأن فوائده واضحة وجلية، كما أن آثاره السلبية قليلة جدا.

بالنسبة لعلاج القلق والتوتر – أخي الكريم – تتفاوت الجرعة من إنسان لآخر، لكنها في حدود الخمسين إلى مائة مليجرام، وأن تكون الجرعة – أي الجرعة التمهيدية – خمسين مليجراما ليلا، ويمكن للإنسان أن يستمر عليها ويقيم حالته بعد ثلاثة أسابيع، فإن انخفض القلق بنسبة خمسين إلى ستين بالمائة مثلا فسوف تكون هي الجرعة المناسبة.

أما إذا لم ينخفض القلق بما هو مرضي وواضح فترفع الجرعة إلى مائة مليجرام.

مدة العلاج – أخي الكريم – هي: أن يظل الإنسان على الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، تبدأ من وقت اختفاء الأعراض القلقية، وبعد ذلك – أي بعد انقضاء الثلاثة أشهر – تخفض الجرعة، إذا كانت مائة مليجرام تخفض إلى خمسين مليجراما لمدة شهر، ثم تكون خمسين مليجراما يوما بعد يوم لشهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

في بعض الدول يوجد مستحضر خمسة وعشرين مليجراما، هذا أيضا يمكن أن يستفاد منه للمزيد من التدرج في تخفيف الجرعة.

التخفيف التدريجي دائما أفضل – أخي الكريم أبو أيمن – حتى وإن لم يكن هناك آثار انسحابية جسدية، فالآثار الانسحابية النفسية موجودة، والفراق المفاجئ لأي شيء يجعل الإنسان يتأثر، فيجب ألا نترك الدواء بصورة مفاجئة.

بالنسبة لسؤالك الثاني: الأرق – أخي الكريم – يقصد به اضطراب النوم أو قلة النوم، وهناك الأرق المبدئي – أي الذي يكون في بداية النوم، بمعنى أن الإنسان يستغرق وقتا ليدخل النوم – وهناك الأرق الوسطي – أي أن الإنسان ينام لكن يكون النوم سطحيا أو يستيقظ في أثناء الليل – وهناك الأرق المتأخر، وهو الاستيقاظ في وقت مبكر دون أن يقصد الإنسان، ولكل أهميته، مثلا: الأرق المبدئي – أو المبكر – دليل على وجود القلق، والأرق المتأخر – أي الاستيقاظ مبكرا دون قصد الإنسان – دليل على الاكتئاب.

أما القلق والتوتر فهو شعور نفسي بعدم الارتياح (الضيقة، الكتمان، التململ) والإنسان يمكن أن يصاب بعرض واحد فقط دون الآخر، لكن الارتباط بين القلق والأرق المبكر أو البادئي دائما وثيق.

بالنسبة للتريتكو الموجود في مصر: نعم هو نفسه الترازيدون، وهذا الدواء صناعته بسيطة جدا، لأنه ظل لفترة طويلة في الأسواق، وتجربتي مع التريتكو الموجود في مصر إيجابية جدا، فهو نفسه المقصود، وكلمة هايدروكلورايد هي إكمال للمسمى العلمي الصحيح لهذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات