هل الشعور بآلام البطن والخوف والسخونة حالة نفسية؟

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرضت لنوبة خوف شديدة غيرت مجري حياتي منذ سنة، بدأت أشعر بشد في أنحاء جسمي وسخونة وخنقة، وآلام شديدة في البطن والمعدة، فقمت بعمل فحص، وتبين أنها جرثومة المعدة، وتعالجت ولكن الآلام استمرت.

عملت منظارا للمعدة، وتبين أنه التهاب بسيط، وتعالجت، واستمرت الأعراض من انتفاخ وغازات، مع دوخة وزغللة في العين، وحرارة في البطن وخنقة، أخبرني الأطباء إنه قولون، واستعملت المودال لمدة شهرين، لكني لم أتحسن، فهل حالتي نفسية؟ وماذا أفعل؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل لديك مخاوف قلقية، وبالفعل الخوف القلقي أو قلق المخاوف يؤدي أعراض جسدية كثيرة، وأكثر أعضاء الجسد تأثرا هو الجهاز الهضمي، لذا تحدث آلام في البطن، وربما سوء أو عسر في الهضم، ولفظ (القولون العصبي) متداول جدا بين الناس، ويقصد به (القولون العصابي) أي الذي ناتج عن القلق.

فحالتك واضحة جدا، والشعور بالخنقة شعور مصاحب للقلق وللمخاوف، حيث إن القلق يتميز بوجود التوتر النفسي، والتوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسد تأثرا هي عضلات البطن - كما ذكرنا - وكذلك عضلات القفص الصدري، مما يشعر الإنسان بالكتمة أو الخنقة، والبعض قد يشتكي من ضيق في التنفس.

الشعور بالسخونة وكذلك التنميل - كما يشتكي منه بعض الناس - كلها أعراض (جسدنة) أو أعراض (سيكوسوماتية) - كما نسميها - أي اضطراب نفسي جسدي، وهي مصاحبة لقلق المخاوف.

هذه هي حالتك، وأنا أريدك أن تتجاهلي هذه الأعراض تماما، وتعبري عن نفسك، لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية وإلى قلق داخلي، مما ينتج عنه مثل هذه الأعراض النفسوجسدية - كما تسمى أيضا -، مارسي الرياضة، خاصة رياضة المشي، مفيدة جدا، وعبري عن نفسك دائما ولا تكتمي ولا تحتقني - كما ذكرنا - هذا مهم في العلاج.

ولا تترددي كثيرا بين الأطباء، وأحسني التواصل الاجتماعي لأنه مفيد أيضا، واحرصي على الصلاة في وقتها، وتلاوة الورد القرآني اليومي، والحرص على الأذكار - خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ - تبعث طمأنينة عظيمة جدا لدى الإنسان، مما يعود عليك بخير كثير.

أنا أعتقد أنك محتاجة لدواء بسيط لعلاج هذه الحالة أيضا، هنالك عقار بسيط يعرف باسم (موتيفال) يمكنك تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناوله، وإن لم يفدك الفائدة المرجوة ابدئي في تناول عقار آخر يسمى (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (زولفت) أو (لسترال)، وربما تجدينه في فلسطين تحت مسمى تجاري آخر.

الزولفت أصلا هو دواء مضاد للاكتئاب، لكنه وجد أنه أيضا دواء مفيدا جدا لعلاج القلق والمخاوف والتوترات وأعراض الجسدنة - أو الأعراض النفسوجسدية - من النوع الذي تعانين منه.

جرعة السيرترالين هي الجرعة الصغرى في حالتك، وتكون هذه الجرعة في بدياتها نصف حبة فقط - أي خمسة وعشرين مليجراما - يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات