انطوائية ولا أشعر بشيء، كيف أطور نفسي؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 18 سنة، ومشكلتي أنني انطوائية، وأخشى من التعامل مع الناس، أو التعرف على أي شخص جديد، تقريبا مشكلتي هي الخوف من كل شيء، ما أمر به الآن يشبه حالة كنت قد قرأت عنها من قبل، تسمى (تبدد الواقع)، دائما أشعر بأنني لا أشعر بشيء، مهما كان الموقف، لا أحس بأي انفعال، سواء كان فرحا أو حزنا أو غضبا، لا أشعر بأي شيء على الإطلاق، قبل أن أصل إلى هذه الحالة، كنت عصبية بشكل مفرط، ثم فجأة أصبحت بلا أي إحساس.

عموما لدي مشكلة في الكلام، لا أعرف كيف أعبر أو أصف ما بداخلي، أو أتحدث وأناقش، ودائما أشعر بالتلعثم، وهذا جعلني لا أشارك أي شيء مع أحد، بالإضافة إلى ذلك أعاني من ضعف في التركيز والذاكرة، والحفظ والفهم كذلك، لدرجة أنني كنت أمر بفترات لا أستطيع حتى أن أقرأ.

أما عن أسرتي، فمنذ صغري لم يكن أحد من إخوتي يحبني، وحتى الآن كل واحد منهم في غرفته، ولا أحد يعرف شيئا عن الآخر، ووالدتي كانت دائما تقول لي: أنت مجنونة، لأنني كنت في أوقات الضيق والملل أتكلم مع نفسي.

آسفة لو كان كلامي غير مرتب وأطلت عليكم، وشكرا على وقتكتم، وأتمنى العودة لأكون طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ FATMA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

في مثل عمرك توجد ظواهر كثيرة جدا، منها هذه الظاهرة التي يحس فيها الإنسان بالتغرب عن ذاته، ويحس أنه ليس مرتبطا بالواقع ارتباطا كاملا، وربما تظهر مخاوف وتقلبات مزاجية وسكون وهدوء وانطوائية، هذه التقلبات نعتبرها جزءا من عملية التطور النفسي والوجداني الذي يحدث للإنسان، فهي ظاهرة طبيعية لدرجة كبيرة، إذا كانت الأعراض شديدة ومطبقة ومقلقة للإنسان، هنا يفضل أن يكون هنالك تدخل طبي ونفسي، لكن -إن شاء الله تعالى- سوف تزول هذه الحالة تلقائيا.

ضعف التركيز والذاكرة والحفظ دليل على وجود قلق، ودليل على وجود الإجهاد النفسي، وربما شيء من الإجهاد الجسدي أيضا، وأنت محتاجة -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تنظري إلى نفسك نظرة إيجابية، يجب أن تقيمي نفسك التقييم الصحيح، أنت لست بأقل من الآخرين، ولا تقللي من قيمة ذاتك أبدا، نعم الإنسان يجب أن لا يضخم ذاته، لكن في ذات الوقت تقليل الذات أيضا نعتبره أمرا خطيرا، انظري إلى نفسك كفتاة مسلمة متطلعة تريد أن تطور نفسها، تريدين أن تكوني على قوة وثبات وحرص على دينك وبارة بوالديك، وطالبة متميزة ومتفوقة في دراستك، لا بد أن تضعي هذه الصورة الذهنية الإيجابية عن نفسك، وهذا ليست أمنيات أو خيالات، هذا واقع، الإنسان يستطيع أن يتغير.

بعد ذلك ضعي الآليات التي تغيرك، أحسن آلية هي أن تحسني تنظيم الوقت، تخصصي وقتا لكل شيء، والإنسان يمكن أن ينجز كل شيء إذا أدار وقته بصورة صحيحة، طوري من كفاءتك الاجتماعية، أولا في الفصل الدراسي اجلسي في الصف الأول، لا تجلسي في الصفوف الخلفية، ركزي مع المعلمة، كوني متجاوبة، هذا شيء بسيط ولكنه مهم، إذا كان هنالك أي جمعيات ثقافية أو اجتماعية في المدرسة انضمي إليها، هذه تساعدك على التنمية وتطوير الذات، وتبعدك عن الانطوائية وعن التوتر، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة وسوف تفيدك، احرصي على النوم الليلي المبكر.

ثبتي لنفسك وردا قرآنيا يوميا، القرآن يطلق الذاكرة والتركيز، ويحسن مقدرة الحفظ عند الإنسان بصورة واضحة جدا، يجب أن تكون لك صداقات مع الصالحات من البنات، هذا مهم، هذا هو الذي تحتاجين إليه، ليس هنالك أكثر من ذلك، وهذه كلها أشياء ممكنة.

والدتك حين تقول لك إنك مجنونة، لا أعتقد أنها تريد أن تنعتك أو تصفك بهذا الوصف حقيقية، هي فقط تريدك أن تكوني أكثر يقظة وأكثر فاعلية، وأكثر إفادة لنفسك ولغيرك، هذا هو الذي تريده والدتك، وعليك أن تغيري من منهجك، وطريقتك، وتكوني قوية ومتفائلة، وتعيشي الحياة بأمل وبرجاء، وتخططي للمستقبل بكل كياسة وذكاء.

أسأل الله تعالى أن يبلغك الخير كله، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات