بسبب خوفي أستمر في التسويف حتى ضاعت حياتي

0 32

السؤال

السلام عليكم

أنا أخاف جدا ومتردد من أخذ رخصة القيادة والزواج، وتقريبا كل أمور حياتي، وحياتي متوقفة من غير تطوير منذ تخرجت في الجامعة قبل 10 سنوات، فكيف أعالج هذه المشكلة؟ حيث أنني أقول سوف أخطب بعدما أنحف، وهكذا يستمر التسويف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منذر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التسويف سمة من سمات الشخصية لدى بعض الناس، ونجده مرتبطا بالوساوس والتردد في بعض الأحيان، والتسويف - أخي - يعالج من خلال أن تكون النية واضحة وصادقة، لأن النية هي العزم وهي القصد، الإنسان إذا نوى نية صادقة وبعزم ينفذ -إن شاء الله تعالى- ما يريد أن يصل إليه.

الإنسان إذا عد نفسه إعدادا صحيحا من الناحية الفكرية والاجتماعية، وأراد لنفسه أن يكون صاحب همة، وأن يكون يدا عليا لن يسوف ولن يتردد أبدا.

أخي الكريم: الاستخارة آلية عظيمة في حالة التردد، لكن الإنسان لا بد أن يختار أشياء معينة ثم يستخير، لأن الاستخارة تعني أنك طلبت من بيده الخير أن يختار لك ما فيه الخير، وليست أكثر من ذلك.

أخي: التسويف أيضا يعالج من خلال حسن إدارة الوقت، أن تضع برنامجا يوميا تدير من خلاله وقتك، الصلوات الخمس تكون في وقتها، {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، ثم تحدد ماذا سوف تقوم به قبل الصلاة وبعد الصلاة، في أثناء الليل، وهكذا، تجعل لنفسك خارطة كاملة لإدارة الزمن.

لا بد للزمن أن يشمل أنشطة تتعلق بالعمل، بالنشاط الاجتماعي، بالعبادة، الترفيه على النفس، الرياضة، هذه كلها يجب أن تشملها الخارطة الزمنية التي تجعلها منهجا لنفسك لإدارة حياتك، لا تكن نمطيا، ولا تكن رتيبا، ولا تكن عشوائيا، اعط لكل شيء حقه.

التسويف أيضا يأتي من استشعار أهمية الأمر، الإنسان الذي يستشعر أهمية الأمور لا يسوف أبدا، على سبيل المثال: أنت حين تسمع الأذان (الله أكبر) لا بد أن تتحرك فتتوضأ وتذهب إلى المسجد، ولا بد أن تتدبر وتتأمل (الله أكبر من كل شيء)، الله أكبر من نفسي، الله أكبر من السموات والأرض، فلا بد بعد ذلك أن يتولد فيك هذا الشعور العظيم للاستجابة للنداء، هنا لا تسويف، لأنه يوجد استشعار لعظمة الأمر وعظمة الموقف، {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} أي أنها كبيرة لمن استشعر عظمتها فقام بأدائها على الوجه المطلوب، أو أنها كبيرة على أدائها ممن تهاون في أمرها فيتكاسل عنها.

لا بد أن تستشعر الأمر حتى لا يكون هناك تسويف، والتمثل وأخذ القدوات الحسنة في الحياة مهم، هذا يمنع من التسويف، وممارسة الرياضة باستمرار، الرياضة محفزة جدا للنشاط الذهني والفكري والاجتماعي، فأرجو - أخي الكريم - أن تجعل مسار حياتك على هذه الشاكلة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات