أصبت بشعور أبعدني عن الناس والدراسة والعبادة.

0 31

السؤال

السلام عليكم.

حالتي النفسية سيئة، لا أستطيع المذاكرة ولا التحدث مع أحد رغم أني اجتماعية، لقد صرت أتجنب التعامل مع الناس، وأشعر أني غاضبة من كل شيء، وأني تافهة، ولا يوجد سبب لشعوري هذا، وأنا على هذه الحالة منذ سنتين، وقد ازدادت الحالة سوءا، حتى أثرت على عبادتي وإيماني وثقتي، وتراودني أفكار سيئة.

أبحث عن أحد أستشيره لأني أخشى أن يتأثر ديني، علما أن والدي طيبان، لكنهما بعيدان عني، فلا أتحدث معهما، وثقتي في نفسي ضعفت، وليس لدي صديقات غير 3 وقد انشغلن بحياتهن، لذلك شعور الوحدة يقتلني، خاصة أني لا أجد من أخبره عن ضيقي، أيضا دراستي وعلاقاتي تأثرت كثيرا، وأصبحت لدي عادات وأحاسيس سيئة، ولا أعلم لم كل هذا! لقد تعبت ويئست.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشاعر السلبية قد تأتي للإنسان في حياته، والإنسان من الناحية النفسية والسلوكية يتكون من أفكار ومشاعر وأفعال، حين تكون الأفكار سلبية يجب أن نواجهها بالأفكار الإيجابية، وكل فكرة سلبية يوجد ما يقابلها من فكر إيجابي، فإذا لا بد من ألا تقبلي الفكر السلبي، والإنسان وهبه الله تعالى الإرادة والقدرة والمعرفة ليغير فكره ويغير مشاعره، فإذا عملية استبدال الفكر السلبي بالفكر الإيجابي يجب أن تكون برنامج يومي بالنسبة لك، ويا حبذا لو كتبت الفكرة السلبية في ورقة ثم تأملت فيها وتقومي بعد ذلك بكتابة الفكرة الإيجابية وتردديها، وتقولي لنفسك: (هذه الفكرة سوف تكون طريقة حياتي وليس الفكرة السلبية)، وهكذا بالنسبة للمشاعر.

وأهم شيء هو أن يفعل الإنسان، أن تكون هنالك أفعال، مهما كانت المشاعر مشاعر سلبية ومهما كانت الأفكار أفكارا سلبية، لا تتأخري عن الصلاة، يجب أن تكوني حازمة جدا مع نفسك، لا تتأخري عن المذاكرة أبدا، نامي ليلا النوم المبكر، لأن ذلك يتيح لك الفرصة لتحسين التركيز لديك وخلايا الدماغ يتم ترميمها في أثناء النوم، وبعد ذلك تستيقظي مبكرا، ويمكن أن تبدئي المذاكرة بعد صلاة الفجر مباشرة، مذاكرة لمدة ساعة إلى ساعتين سوف تكفيك تماما ثمانين إلى تسعين بالمائة مما هو مطلوب، بمعنى أنك يمكن أن تذاكري لأوقات قصيرة بعد ذلك في أثناء اليوم.

وأمر مهم جدا - أيتها الفاضلة - وهو: ممارسة الرياضة، الرياضة مهمة جدا، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة اجعليها جزءا من حياتك، هذه سوف تحسن من مزاجك، سوف تزيد من طاقاتك النفسية وطاقاتك الجسدية.

أرجو أيضا أن يكون لك هدفا في الحياة، ما هو هدفك؟ ضعي هدفا، وضعي الآليات التي توصلك إلى الهدف، تصوري نفسك بعد ست إلى سبع سنوات من الآن أين أنت؟ فيما يتعلق بتحصيلك الجامعي، الدراسة؟ هل ستدخلين سوق العمل؟ الزواج؟ هذه الأهداف لا بد أن تكون دائما في ذهنك، الإنسان حين يعيش بدون هدف لا يستطيع أن يحرر طاقاته الإيجابية، إنما تسيطر عليه الوساوس والسلبيات والضجر، ولا يشعر بقيمته.

أنت مطالبة أن تكوني جزءا فعالا في أسرتك، الحمد لله ذكرت أن والديك من أفضل الناس، لكن يجب أن يكون هنالك تواصلا حقيقيا معهما، يجب أن يتحرك النسيج الاجتماعي الأسري، ويجب أن تأخذي مبادرات، كوني شخصا فاعلا في أسرتك، تعلمي فنون التواصل مع والديك، ابحثي دائما نحو برهما، هذا يعود عليك بنفع إيجابي كبير جدا فيما يتعلق بشعورك المعنوي نحو نفسك ونحو الآخرين.

حسن إدارة الوقت لا بد أن تتعلميها، ولا بد أن تدركيها، ولا بد أن تحرصي عليها، لأنها مفتاح النجاح، وهذه ليست صعبة أبدا، الذي يدير وقته يدير حياته بصورة ممتازة.

كما ذكرت لك سلفا: هنالك أمور في الحياة يجب ألا يساوم الإنسان نفسه فيها أبدا، الصلاة، الصلاة يجب أن تكون في وقتها وتكون بخشوع، هذا مهم، واحرصي على أذكار الصباح والمساء، لابد أن يكون لك ورد قرآني يومي، تواصلي مع الصالحات من الفتيات، هذه هي الحياة، وتستطيعين أن تغيري نفسك.

ما ذكرته لك من إرشاد يجب أن يكون نمط حياتك كلها من الآن وصاعدا، وأنا متأكد أن الكثير سوف يتغير في حياتك، وتصبح الأمور أفضل وإيجابية جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات