كيف أتخلص من شعور الضيق والاستياء؟

0 26

السؤال

السلام عليكم

أشعر أني متضايق ومستاء بلا سبب، علما أني أعمل ومقبل على الزواج، لكن مشكلتي في إدخار المال، حيث أصرف كمن لا يخاف الفقر، مع أن راتبي بسيط، وأي مشروع أدخل فيه أخسر، ولو كان معي شريكا أصبح مديونا.

لا أدري لماذا أنا ضائع ومستاء، وأحس أني بعيد عن الله عز وجل، أحافظ على صلاتي لكن ذهني بعيد، أسبح وأستغفر ولكن أحس كل هذا من الشفاه فقط، أسجد وأطيل البكاء لله عز وجل، ولكن ما زلت تائها، أفتوني أثابكم الله، ماذا أفعل؟ ومن أين أبتدأ؟ علما أني لا أتعاطى أي شيء من المكيفات أو المنبهات إلا القهوة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muatz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، وأن يحقق لك الآمال.

نحن سعداء بسلوكك لسبيل الصلاة والتسبيح والصلاح، وندعوك إلى مزيد من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وتعوذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، وأكثر من التعوذ بالله من العجز والكسل، لأن العجز نقص وخلل في التخطيط، كما أن الكسل خلل في التنفيذ، وأرجو أن تعود إلى الهدوء وتسلح بالتسليم لله والرضى بقضائه وقدره، ثم قم بعمل الأسباب، وتوكل على الكريم الوهاب.

لا يخفى على أمثالك أن التخطيط الجيد مطلوب ودراسة الجدوى لأي مشروع من الأهمية بمكان، وننصحك بمشاورة أهل الخبرة والدراية قبل الإقدام على الدخول في أي مشروع، ولا أظن أننا بحاجة لننبهك لأهمية البعد عن الإسراف والتبذير للأموال، فاترك الإسراف والتبذير، وتسلح بالحرص وحسن التدبير، وتوكل على الكريم القدير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله فإنها مفتاح للرزق والخير واليسر، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}، وقال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

اجتهد في أن تخشع في صلاتك، واعلم أن الصلاة من مفاتيح الرزق، واحرص على بر والديك وصلة رحمك، فإن الصلة سبب للبسط في الرزق، وكن في حاجة الضعفاء ليكون في حاجتك رب الأرض والسماء.

أكثر من الاستغفار، فإن الله يقول: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، واحرص على الإكثار من الصلاة والسلام على رسولنا الإمام ليكفيك الله ما أهمك ويغفر لك ذنبك.

وفي الختام نكرر دعوتنا لك بالاعتدال في الإنفاق، ولا تتوقف عن البذل، ولكن اجعل ذلك باعتدال، واعلم أن القليل الدائم هو الأفضل، والأمر كما قال معاوية رضي الله عنه: (ما رأيت سرفا إلا إلى جواره حق مضاع).

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يبارك لك في رزقك، ومرحبا بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات