هل الحب قبل الارتباط شرط لنجاح الزواج؟

0 20

السؤال

السلام عليكم

شخص يحبني، لكني لا أستطيع تحديد مشاعري نحوه، فهل أقبل به زوجا وسيأتي الحب بعد الزواج، أم الحب شرط للزواج؟ وهل فارق العمر بسنة يؤثر على الزواج؟ فهو أصغر مني بعام.

أرجو منكم الرد لأني محتارة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يشغلنا جميعا بما يرضيه، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي الجميع لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يحقق لك النجاح والسعادة والآمال.

لقد أحسنت في سؤالك، ونؤكد لك أيضا أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد قوة بالتعاون على البر والتقوى، وأن ما يسمى بالحب بين الشباب والفتيات هو مجرد إعجاب.

ولا شك أن الفتاة العاقلة مثلك تتخذ الاحتياطات في علاقتها مع الشباب، وقد أحسنت بتواصلك لأخذ التوجيهات، وهذا ما ننتظره من بناتنا وأخواتنا، ففي الشباب صالحون وفيهم ذئاب.

ولا يخفى عليك أن الحب لا يعرف الفوارق في العمر أو في غيره، لأنه تلاق بالأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، إلا أننا نؤكد ونذكر بأهمية اتخاذ الخطوات الصحيحة في تأسيس العلاقة؛ لأن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتيجة صحيحة.

وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
1- كثرة اللجوء إلى الله تعالى.
2- الاحتكام في علاقاتك وتواصلك وتعاملك بأحكام الشرع.
3- دعوة كل من يحاول الاقتراب منك إلى التواصل مع محارمك، فهذا أول وأهم اختبار لصدق الشاب المتقدم.
4- عدم التمادي مع العواطف لأنها عواصف، وحتى لا تتعلقي بمن لا يمكنك الارتباط به فتحصل لك الأتعاب، ويكون ذلك التعلق جريا وراء السراب، ومهددا خطيرا لمستقبلك العلمي والأسري.
5- إذا صرح لك أي شاب بالحب فاطلبي منه التواصل مع أهلك ومحارمك، واعلمي أن الرجال أعرف بالرجال، وهذا التصرف يكسبك ثقة المتقدم وثقة أهلك بعد رضوان الله تعالى.
6- ليس من الضروري وجود مشاعر حب من ناحيتك تجاه الشاب، المهم أن يكون الشاب صالحا، فإن كان صالحا فإن الله سيوفق بينكما، وسيأتي الحب بعد الزواج بإذن الله.
6- الحب من الرحمن والبغض من الشيطان، كما قال ابن مسعود، وما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته، وهو سبحانه القائل للأزواج: {وجعل بينكم مودة ورحمة}، والإسلام يبني العلاقة على الدين والأخلاق، ويتيح لكل طرف النظرة الشرعية بضوابطها، وبعدها يحصل الميل والارتياح والانشراح، وقد يظهر خلاف ذلك.
7- تتفق الدراسات على أن الحب التام والتوافق التام يحتاج إلى بعض الوقت، فالحب يتعمق بعد معرفة الصفات، كما أن التوافق يكتمل بالمعرفة والتعارف والفهم للنفسيات والتفاهم، وقد تحتاج لتقديم التنازلات ليكون الملتقى في منتصف الطريق.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات