تصيبني حالة من الكآبة والحزن عندما أحس أن العمر يمضي سريعاً

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل بعمر الأربعين سنة حاليا، متزوج وعندي أربعة أولاد، أكبرهم 11 سنة، وأصغرهم سنتان.

ومشكلتي هي الحالة النفسية التي أعيشها منذ سنة تقريبا ولا تفارقني.

عندي مشكلتان:
الأولى: أني أحس أن عمر الشباب قد ذهب، وأني بدأت مرحلة الكبر، ودائما أتمنى لو أن الزمن يرجع بي إلى الخلف، وأعيش من جديد عمر الشباب المرحلة الجامعية، وقبل الخطبة وأثناءها.

الثانية: أنا أحب أولادي كثيرا، وأحس بالفرح وأنا معهم وبقربهم، ولكني أحس الزمن يجري سريعا وأنهم يكبرون بسرعة، وسيأتي وقت يصبح البيت فارغا، ولا أراهم دائما مثل الآن وهم صغار.

عندما أدخل إلى البيت وأسمع أصواتهم وهم يلعبون أحس بالفرح الشديد، وعندما يأتي يوم ويكونون خارج البيت تصيبني حالة من الكآبة والحزن ولا أستطيع البقاء في البيت أبدا.

أنا أخاف من الوحدة، وأنه يأتي يوم أعيش فيه وحيدا، ودائما هذه الفكرة تراودني وتدخل الحزن الشديد إلى قلبي.

أعلم أن الاولاد -إن شاء الله- سيكبرون ويتزوجون، وأن هذا الأمر طبيعي والزمن لا يتوقف، ولكن لا أستطيع التخلص من هذا الحزن الداخلي، والأفكار التي تراودني دائما.

أرجو منكم النصيحة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - أخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك التواصل مع موقعك، والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يصلح الأجيال، وأن يطيل لنا ولكم ولهم في طاعته الآجال، وأن يحقق الآمال.

صدقت، فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا كما قال خالقنا سبحانه، ونحمد الله على نعمة الأولاد، ونسأل الله لهم النجابة والنجاح والفلاح، ونبشركم بأن الفرح بهم ومعهم سوف يدوم؛ لأنهم إذا كبروا سوف يأتون لكم بالأحفاد، والمتعة مع الأحفاد لا تقل عن السعادة بالأبناء، بل إن الإنسان يمتلئ فرحا عندما يراهم ناجحين في حياتهم، ويقومون بدورهم في بناء الأوطان وخدمة بني الإنسان.

أما بالنسبة لمسألة الشباب فأنت لا زلت في عمر مناسب، ومرحلة جميلة، وإذا كان الشباب يعني النشاط، فإن عمرك الآن يدل على الوعي والنضج والكمال، ولذلك الأنبياء يبعثون عند الأربعين.

والشباب الحقيقي هو شباب القلب والحيوية والهمة، فاجتهد في المحافظة على صحتك، وأشغل نفسك بالطاعات وبالهوايات النافعة المفيدة.

وننصحك بأن تعمل مع زوجتك وتعيش معها المتعة الحلال، وشجعها إ ذا تزينت حتى تصبح لك عروسا متجددة، واهتم أنت بمظهرك وصحتك، ومارس الرومانسية الحلال مع شريكة العمر.

ونتمنى أن لا تخف من الوحدة فلن يكون وحيدا من رزقه الله الزوجة والأولاد، ولن يعيش وحيدا من ينتمي إلى أسرة ويشارك إخوانه في الصلوات والمحافل والتجمعات، بل لن يشبع بالوحدة من يأنس بتلاوة الكتاب والذكر، وإذا شغلك الشيطان بمثل هذه الأفكار فتعوذ بالله من شره وتجاوز ذلك، وتذكر أن همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله الواحد القهار.

ولا تشغل نفسك بالمستقبل، فإن ذلك بيد الله، وما يقدره الله خير لنا مما نختاره لأنفسنا، وتفاءل بالخير لتجد الخير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يسعدك مع أطفالك، وأن يسعدهم بك، وأن يجعلنا جميعا ممن طال عمره وحسن عمله.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات