هل يعتبر التزامي بمنهج السنة عقوقا لأمي التي تخالفني؟

0 9

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب علم -الحمد لله- ملتزم وعلى نهج الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح -إن شاء الله- أنا أنصاري سنة من دولة السودان، سؤالي كالآتي:

عندما بدأت بالتزامي، أمي كرهت مني ذلك، وهي صوفية الفكر، وأصبحت ترفض مني ذلك تماما، ضايقتني كثيرا بالكلام، ولكنني -والحمد لله- لم أرد عليها، ولم أفعل لها شيئا تعمدت فيه العقوق، ولكن عندما التزمت أصبحت أعامل أمي بصفة خاصة، وهي كذلك أصبحت تجاهي عادية، وأنا كذلك، فهل هذا عقوق؟ أخاف أن يسخط علي الله بهذا!

أرجو أن ترسلوا لي رابطا لأرسل سؤالي لموقع الإسلام سؤال وجواب لأنني لم أجده.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونهنؤك على الالتزام، ونسأل الله يثبتك، وأن يهدي والدتك وكل من حولك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا سؤالك الذي يدل على رغبة في الخير، ونسأل الله أن يكتب لك بر والديك، ونؤكد لك ولكل شاب يلتزم بالسنة والكتاب بضرورة مضاعفة البر والإحسان للوالدين بعد الالتزام، لأن حق الوالدين في البر مطلوب حتى لو كانوا على غير الإسلام، وحتى لو أمروا الولد بالكفر أو بترك الصلاة، فإنه لا يطيعهم ولكن ليس له أن يؤذيهم، قال تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكنه لم يقل تشتمهم أو تؤذيهم، وإنما قال سبحانه: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}.

وبناء على ما ذكر فنحن لا نقبل أن يكون تعاملك مع الوالدة عاديا أو على المثل أو حسب ردة الفعل، وقدوتك في هذا خليل الرحمن -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- لما قال له أبوه: {لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا} فكانت الإجابة من خليل الرحمن: {سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا} ثم نفذ طلب أبيه بأن قال: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا}، لكنه عاد يكرر الدعوة ويلح، وهكذا ينبغي أن يفعل الولد مع والديه طمعا في هدايتهم، فإذا نصح وغضب الوالد فعليه أن يتوقف ثم يزيد في البر والإحسان، ثم يكرر المحاولة في النصح ويعيد الكرة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وأنت على خير، فضاعف البر، وتذكر أنك مأجور على صبرك، وأن الصبر على والدتك باب من أبواب البر لها والإحسان.

نسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات