ما هي أسباب هزيمة المسلمين في سطاولي؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

زادكم الله علما وفضلا، عندى سؤال، يؤلمني دائما أن لا أجد له جوابا، وأنا مقتنع بفضل الله أن جند المسلمين لهم الغلبة والقوة، ولكن يؤلمني السماع عن هزيمة صلاح الدين من ريتشارد بقوة أقل منه، أو هزيمة معركة سطاولي في بداية احتلال الجزائر.

أسأل نفسي: هل جنودهم أقوى أو أشجع من المسلمين؟ أريد فقط تفسيرا لهاتين الهزيمتين السابقتين، وأيضا لماذا مثلا تفكر فرنسا باحتلال الجزائر وليس العكس، هل هم أجرأ أو أشجع منا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابننا وأخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الغيرة والاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن ينصر المسلمين وأن يصلح الأحوال، وأن يكسر شوكة عدونا ويحقق لنا السعادة والآمال.

جند الله لهم الغلبة والنصر إذا كانوا جنود بحق وحقيقة، فنحن أمة تنتصر بطاعتها لله، وتنكسر وتنهزم بعصيانها لله، وإذا حصل الانكسار مع وجود أخيار فلا بد من البحث عن الأسباب، وقد تأخر النصر في يوم أحد وحصل الانكسار في بداية معركة حنين، وعندما قال أهل الإسلام "أنى هذا؟" قال الله يربيهم ويربينا: {قل هو من عند أنفسكم}، ووضحت الآيات سبب ما حصل، قال تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم}.

وعليه فلكل انكسار أسباب، أما في يوم حنين فقد قال بعضهم "لن نهزم اليوم عن قلة"، فقال الله: {ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلن تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبتم ثم وليتم مدبرين}، ونحن لا ننتصر على أعدائنا بعدة ولا بعتاد، ولكن ننتصر عليهم بالدين، فإذا تساوينا في المعصية كانت الغلبة بالأسباب الأخرى.

وإذا أردنا أن نختصر أسباب تكالبهم علينا ورغبتهم في احتلال ديارنا فكل ذلك لتخلينا عن الجهاد وبعدنا عن تطبيق أحكام الإسلام، فلم يكن عجبا أن يسلط الله علينا عدونا ويأخذ بعض ما تحت أيدينا، والعدو ليس قويا، وليسوا بأشجع منا، ولكن بعدنا عن الدين يفقدنا أكبر مقومات النصر.

وأرجو أن تعلم أن وعد الله لا يتخلف لكنه لأهل الإيمان ولتوحيد، والطاعة للرسول وأهل الصلاة والزكاة، قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.

وهذه وصيتنا لك ولأنفسنا بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والإكثار من الحسنات الماحية، والأمة بحاجة إلى توبة صادقة والقيام بالنصر، ومهمة نشر الدين تحتاج إلى أجيال من طراز خاص (يا مسلم يا عبد الله)، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يبارك في نسائنا والرجال.

مواد ذات صلة

الاستشارات