أتوهم الأمراض كثيرا وأشعر بأعراضها وأخاف منها.. فما العلاج؟

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مرض، ولكني أجهله، هل هو السرطان أم التصلب اللويحي، أم غيره؟ لا أعلم.

منذ فترة توهمت أيضا بفترة اختباراتي بمرض سرطان الثدي، وكنت أفحصه باستمرار، ثم تناسيت الموضوع، وقبل دخول رمضان ظهرت لي فطريات تغطيها قشرة خفيفة، خفت وهرعت ظننا مني أنه البهاق، وبنفس الفترة عايشت الصداع طوال اليوم، فشككت وقلت هذا سرطان المخ، وجلست أبحث وأشخص الأعراض، بسبب التشابه الكبير بينها.

ذهبت وشكوت للدكتور حالتي، وطلب مني عدة تحاليل، وكل الأمور سليمة -ولله الحمد- باستثناء فقر الدم الهيموجلوبين 11، ونقص الحديد، وأعطاني مركب ب12 لوجود تنميل بسيط، أكملت العلاج حتى شعرت بالتعافي، وخرجت من ذهني فكرة الأمراض.

ذات مرة وقبل شهرين صحوت من النوم، لوجود ألم في رقبتي، فبحثت عنه ووجدت أنها بسبب مرض التصلب اللويحي، وليعلم الله أول مرة أسمع عنه في تلك اللحظة، وجلست أقرأ وأبحث بتجارب المصابين، وأحسست بتشنج الرقبة وتصلبها، والتوازن يؤثر علي، والعينان وقتها لم أكن أعاني من أي شيء بها، ولكن فجأة شعرت بعدم التوازن، والألم والضبابية عند رؤية الضوء.

إلى الآن ومنذ تلك اللحظة التي خفت منها، والأعراض مستمرة، تشابه الأعراض السابقة: حرقان، وحرارة، ولسع، ووخز سريع.

ظهرت لدي حبوب صغيرة بلون الجلد، وكأنها طفح جلدي يسبب الحرارة، وتشققات في الجلد حمراء تسبب الحرقة، وأحس بالتنميل برأسي.

أعترف أني لا أهتم بصحتي على الصعيد الغذائي، وأعاني من سوء التغذية بسبب الأعراض التي لا أجد لها مبررا، وعائلتي موسوسة ومتوهمة بكل مرض، مرات لا أحد يحس فيني، ساعدوني فأنا خائف من أن ينهش المرض جسدي، وأقول قربت ساعة الهجمة التي قرأت عنها، أو ربما أنا أعيشها حاليا.

عمري 21 سنة، طالبة وأدرس أحيانا، حتى وإن لم أكن أعاني من شيء أدخل وأقرأ عن المصابين بالمرض، وأخاف من كمية التشابه، وترجع لي الوساوس، لماذا أحس وكأن أحدا يسكب الماء على رأسي لثانية، وأحيانا في جسدي، حتى وإن لم أفكر، والله تعبت جدا من نفسيتي، أكثر من الأعراض.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي الغالية: لا داعي للعيش داخل بيئة مليئة بالطاقة السلبية، ولا داعي لإضاعة وقتك الثمين والغالي في القراءة عن أمراض بعينها، مثل السرطان والتصلب اللويحي، ثم تفترضين أنك تعانين منها، ويتحول الفضول في القراءة عن تلك الأمراض إلى خوف مرضي ووسواس.

ولو أنك قضيت تلك الأوقات في قراءة وحفظ ورد من القرآن، لطابت نفسك ولهدأ القلب عن الخفقان، ولأحاطتك طاقة إيجابية تعينك على التركيز في المذاكرة والاطلاع.

وبالإضافة إلى القرآن والتزام الصلاة في وقتها، وشيء من صيام النافلة، مما ساعد في غذاء الروح، كما نعمل على غذاء الجسد، هناك الكثير من المحاضرات في التنمية البشرية للكثير من خبراء التنمية البشرية، يمكنك مشاهدتها في تطبيق يوتيوب، مما يرفع لديك الطاقة الإيجابية، ويتوقف التفكير في الأمراض المزمنة والخطيرة.

ويمكنك فحص صورة الدم وفحص فيتامين D، وفحص فيتامين B12، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وتناول المقويات والعلاج حسب نتيجة التحليل، مع أهمية النوم المبكر، وممارسة شيء من الرياضة، مما يساعد في ضبط الحالة المزاجية.

مع أهمية تناول الغذاء الصحي، ويمكنك متابعة أحد خبراء التغذية، وهو د: كريم على في تطبيق يوتيوب، ويمكن متابعة الاستشارات في موقع إسلام ويب، ففيها الكثير من الثقافة الطبية والغذائية الصحية السليمة.

وفقك الله لما فيه الخير.

++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد..........استشاري طب عام وجراحة وأطفال.

تليها إجابة: د. محمد عبد العليم..........استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++++++++++++++++++++++++++

أسأل الله لك العافية والشفاء.

علة التوهمات المرضية هذه أصبحت الآن منشترة بكل أسف، خاصة وسط الشباب، لأننا نعيش في زمن كثرت فيه الأمراض وموت الفجأة، والقتل والتقتيل والله المستعان، فطمأنينة الناس قلت كثيرا، لكن الإنسان دائما يذكر نفسه - أيتها الفاضلة الكريمة - ذكري نفسك بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واستعيني بالله وتوكلي عليه، اجعلي هذا الحديث النبوي العظيم مرتكزا فكريا تتعاملين من خلاله حول هذه المخاوف المرضية.

وكما ذكر لك الأخ الدكتور عطية إبراهيم: هناك أشياء مهمة في الحياة، المرض لا يمكن أن نغير فيه أي شيء، هنالك أشياء أكثر وأجمل وتجعل الإنسان يستمتع بحياته، أوقفي هذه القراءات المشبوهة حول الأمراض، وعيشي حياة صحية، بأن تمارسي الرياضة، أن تنامي النوم المبكر، أن يكون هنالك توازن غذائي، وأن يكون هنالك تغذية فكرية، التغذية الفكرية الإسلامية، الاطلاع واكتساب المعارف، أن تكون لك تطلعات وآمال في الحياة، وأن تضعي البرامج التي توصلك إلى أهدافك ومرادك. هذا مهم جدا.

ممارسة الرياضة - أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة - أيضا تمثل دافعا ودفعا نفسيا وجسديا إيجابيا.

أحسني إدارة وقتك، ولا تتركي مجالا للفراغ، وكوني بارة بوالديك، واحرصي على أذكار الصباح والمساء، لأنها واقية وحافظة - بإذن الله -، وكذلك أذكار النوم، من يحرص عليها - إن شاء الله تعالى - يحس بالطمأنينة، ومن أصدق من الله قيلا، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، أذكار الصباح تنقلك وتجعلك في طمأنينة حتى المساء، وأذكار المساء تجعلك في طمأنينة حتى الصباح، وهكذا.

ليس لدي ما أقول أكثر من ذلك، والأمر واضح وجلي، والتغيير بيدك، والله تعالى حبانا بالقوة والقدرة أن نتغير، وصدق عز من قائل: {لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وقوله: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

أيتها الفاضلة الكريمة: في بعض الأحيان نعطي مضادات القلق والتوتر والمخاوف والوساوس، دواء مثل الـ (زولفت)، والذي يسمى علميا (سيرترالين)، بجرعة صغيرة أيضا يفيد في مثل هذه الحالات، وإن كنت تريدين أن تتناولي الدواء أو تذهبي إلى طبيبك لتستشيريه حول هذا الأمر فجرعة الدواء المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما)، يوميا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة - أي خمسين مليجراما - لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

هو دواء بسيط وسليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وقطعا من أفضل الأدوية لعلاج المخاوف أيا كان نوعها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات