هل الأعراض تدل على احتمال حدوث جلطة قلبية؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة ولدي أطفال، مررت خلال السنوات بأيام سعيدة وأيام تعيسة، وعلاقتي مع زوجي كلها حب واحترام، ولكن اختلاف العادات والتفكير أثر علينا لفترة إلى أن تأقلمت مع الوضع، وأيقنت أن السعادة تأتي مع القناعة.

مررت بحالة تكررت ثلاث مرات خلال أشهر، والحالة تأتي عندما أختلف مع زوجي، فأدخل في حالة عصبية وكتمان الغضب والتوتر، وذلك بسبب المشاكل مع زوجي من ضرب وتهديد وخيانة، فأشعر بعدها بخفقان القلب والتعرق وضيق شديد في التنفس وغثيان شديد وتقلص قوي في البطن ودوخة وخدر في اليدين وألم شديد في عضلات الصدر إلى الترقوة وإحساس باقتراب الأجل والهلاك.

جربت أن أشتت تفكيري، وأهون على نفسي، وأن لا شيء يستحق هذا الإحساس، وتناولت حبوب القولون والغثيان وتحسنت، فما هذه الحالة؟ هل لها علاقة بجلطة القلب؟ هل هي وراثية؟ لأن والدتي أصابتها جلطة قلبية منذ سنوات، فهل هناك احتمال أن تصيبني الجلطة؟

حالتي الصحية والنفسية مستقرة إلا بعض الأعراض، مثل ألم خلف الرقبة والأكتاف إلى منتصف الظهر منذ سنة، وامتد الألم والضعف والتخدير إلى الذراعين، وفي بعض المواقف لا أستطيع التحكم الكامل بيدي وأصابعي، ويشتد عند الاستيقاظ من النوم.

أعتذر عن الإطالة، وشاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

حالتك واضحة جدا، ووصفك للأعراض وصف دقيق. النوبات التي تحدث لك - والتي تتسم بوجود خفقان في القلب وتعرق شديد وضيق في التنفس وغثيان وألم في البطن، والخدر والدوخة، والآلام العضلية - هذه الحالة نسميها بالحالة النفسوجسدية، وهي نوع من الهرع أو الفزع الذي تصاحبه أعراض جسدية، بمعنى أن نوبة القلق تشتد عليك لتظهر في شكل فزع أو هرع - كما يسميه البعض - وفي حالتك الرابط واضح جدا، هو مرتبط بموضوع العلاقة بينك وبين زوجك الكريم، فالانفعالات السلبية تثير مثل هذه الأعراض عند كثير من الناس.

أنا أريدك أن تكوني إيجابية في علاقتك مع زوجك، أن تتذكري محاسنه، ولا تتذكري السلبيات فقط، وحاولي أن تعبري عن ذاتك أول بأول، لا تكتمي. حالات الاتفاق في الزواج يجب أن يركز عليها الإنسان وينميها، لأنها عوامل مهمة، وحالات الاختلاف يجب أن يحاول الإنسان محاصرتها والتغلب عليها، وأهم شيء هو التواصل اللفظي مع الزوج، هذا مهم جدا، وإشعاره بالتقدير والاحترام حتى في وقت الاختلاف، أعتقد أن ذلك مهم.

الأشياء البسيطة لا تكتميها، عبري عن ذاتك، حتى ولو كان هناك اختلافا في وجهات النظر، المهم أن تذكر بكل هدوء وبكل ذوق، وتحيني اللحظات التي يكون فيها مزاجه طيبا ومعقولا، وتعرفي أن الزواج مودة وسكينة ورحمة ومحبة، وإن شاء الله تعالى لن تقصري في هذه الجوانب أبدا.

إذا التعبير عن الذات مهم، التفريغ النفسي مهم، تحين اللحظات الجميلة مع الزوج للسعي تلاشي السلبيات، وأريدك أن تمارسي تمارين استرخائية بكثافة، هنالك تمارين التنفس التدرجي، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها، توجد برامج كثيرة على الإنترنت حول هذه البرامج، وإسلام ويب أيضا أعدت استشارة رقمها (^2136015) فيها تعليمات وإرشادات حول كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو الاستفادة منها.

هذه هي النصائح الأساسية التي أود أن أنصحك بها، وأيضا أحسني إدارة الوقت، وتجنبي النوم النهاري، واحرصي على النوم الليلي، يجب أن يكون غذائك متوازنا، يجب أن تكون الصلاة في وقتها، عليك بالقراءة والاطلاع، رفهي عن نفسك بما هو جميل وطيب، احمدي الله كثيرا على النعم التي وهبك إياها.

بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- تتغلبين تماما على هذه الحالة، ونؤكد لك أن حالتك لا علاقة لها بالجلطة لا من قريب ولا من بعيد، هي مجرد نوع من حالات القلق البسيطة، لكنها تظهر في شكل أعراض جسدية، ولذا نسميها بالنفسوجسدية.

تطبيق ما ذكرته لك من إرشاد أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرا جدا، في بعض الأحيان نعطي مضادات القلق لفترات قصيرة، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لذلك، ولا أرى أي مؤشر أنه لديك عسر في المزاج أو لديك اكتئاب، فلذا بالفعل لا داعي للأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات