أتخيل حدوث مشاكل وأبحث عن تبرير لها

0 9

السؤال

السلام عليكم.

بارك الله فيكم على جهودكم الطيبة.

أرجو تشخيص حالتي، يدور في رأسي منذ أن كنت في المدرسة الابتدائية أنه ستحدث لي مشاكل، وأتخيل كيف سأبرر للغير تلك المشاكل، وكيف سأدافع عن نفسي، وهذه الظاهرة تفاقمت عندي عند الكبر، ومنذ ذلك الوقت أشعر أني متوتر طيلة الوقت، أتردد بعض الأحيان، حتى أصبح يؤثر على تركيزي، مع نوع من التشتت والسرحان حتى عند الدراسة، وأشعر أني أحمل مشاكل الدنيا في رأسي، أنجز كل أعمالي بدقة، ولكن ببطء شديد جدا خوفا من الخطأ، أدقق كثيرا في الأشياء، ولا أحب أن أرى شيئا بطريقة خاطئة أو غير عادلة.

وأخيرا منذ سنوات أصبحت عندي حركة تذبذب في الأصابع الوسطى لرجلي اليسرى، مع صداع على جانبي الرأس وخصوصا الجانب الأيسر، كأنه في فروة الرأس، وعندما أضغط على جانبي رأسي أشعر بالراحة وزيادة في التركيز، علما أني ملتزم بالصلاة -والحمد لله-، أعتذر على الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء

رسالتك واضحة جدا، هذه الأفكار التي كنت تتخيلها منذ الصغر وتسبب لك السرحان وربما التداخل في التفكير: هذه أفكار وسواسية قلقية، حالتك نسميها بـ (قلق الوساوس) وهو بالفعل مزعج، لكنه ليس خطيرا أبدا.

الذي أريده منك هو أن تتجاهل هذه الأفكار تماما، لا تعريها اهتماما، واشغل نفسك بما هو مفيد، ركز في عملك، حاول أن تتطور مهنيا، مارس رياضة، أي نوع من الرياضة، خاصة الجري أو كرة القدم، كلاهما مفيد لحالتك، احرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، أكثر من التواصل الاجتماعي، رفه عن نفسك بما هو جميل، وأنا سعيد أن أسمع أنك ملتزم بالصلاة، نسأل الله تعالى القبول، واحرص على أن تكون صلاتك مع الجماعة، وحاول أن يكون لك وردا قرآنيا، وأيضا وردا من الأحاديث، وأن تطلع على الفقه، هذا كله يساعدك ويطور شخصيتك بصورة ممتازة جدا.

الألم الذي تحس به على الجانب الأيسر من الرأس والذي امتد إلى فروة الرأس: أنا أعتقد أنه نوع من التوتر العضلي الناتج من القلق وليس أكثر من ذلك، ممارسة الرياضة باستمرار سوف تزيل هذه الأعراض.

أيها الفاضل الكريم: أنت تحتاج لتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، وتوجد أدوية ممتازة جدا، دواء مثل (فافرين) والذي يسمى علميا (فلوفكسمين) هو الأفضل في حالتك، علما أنه توجد أدوية أخرى مثل الـ (سيرترالين) والـ (سبرالكس).

إن كان بالإمكان أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فحاول أن تتحصل على الدواء، فهو دواء بسيط وسليم، وليس له آثار جانبية خطيرة أبدا.

جرعة الفافرين المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بخمسين مليجراما ليلا، تتناولها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم تجعلها مائتين مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم تنقصها إلى مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء دواء بسيط ومفيد جدا وسليم جدا -إن شاء الله تعالى-، وإن دعمت الدواء بالإرشادات السلوكية السابقة التي ذكرتها لك سوف تحس بارتياح نفسي كبير -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات